على مقربة من الأبواب أوشك الحوار أن ينيخ راحلته وما بيننا وبينه كقاب قوسين أو أدنى واللحظات الحرجة بدأت بالعد التنازلي..
العيون محدقة نحوه والآمال تتطلع بدقة والتراحيب بغزارة الكل متهيب ويرسم أكثر من حلم والبعض يتخيل ويتنفس الصعداء - الثورة الشبابية تنتظر وتتوقعاً "يمن" بعد الحوار كونه حسنة من حسناتها, أنه وبصريح العبارة الحدث التاريخي الكبير الذي انتظرناه والفرصة الوحيدة المرتقبة التي تحظى بدعم إقليمي ودولي غير مسبوق إنه مؤتمر الحوار ذلك النور الذي اشرق من غياهب الظلام ليبدد الوحشة السياسية والاقتصادية والإنسانية.. أنه الغيث الذي بدأ يقطر من الغيوم المثقلة ليحول اليمن الجدباء الى وارفة الظلال فبرونقه وحلته السندسية الخضراء وابتسامة ثناياه المشرقة وقسمات وجهه البريء يبشر بلسان التفاؤل والآمل ويلوح بنبرات التسامح والوئام ويحذر من لغة التشظي والفرقة واقصاء الاخر..
أقبل البشير المنتظر بعد سلسلة طويلة من الجروح الموصولة النزف التي يتكبدها شعب الإيمان والحكمة طوال ثلاثة عقود وأكثر وعانى في سباتها ما تنوء بحمله الجبال من الظلم وسلطة الفرد وويلات العبثية السامة التي لا ترحم..
اقبل الحوار وهو يشير بكفيه الى كافة ابناء المجتمع دون استثناء ويدعوهم إلى مائدة واحدة وتحت راية واحدة للبناء وتصحيح المسار و هدم الماضي البغيض ورسم المستقبل بأبهى صوره ومعالجة كافة القضايا إبتداءً من الأهم فالمهم بخبرات ناجحة وفتح باب إلى الحلول التي تجبر الخاطر وترضى المجتمع من خلال رسم البسمة على الشفاه ونفخ الروح في جسد الوطن الميت واخراجه من ذيل القائمة إلى الصدارة وتكميم أفواه السلاح الذي نشر الرعب وسفك الدماء ووضع حداً للعابثين بمقدرات البلد سواء بسواء.. الخ
فكلنا أمل في الحوار وعلى أتم الاستعداد, فآن الأوان للحكمة اليمانية أن تسود وأن تتكلم وأن تقدم الحلول فليس لنا من سبيل سواه لتجنب ويلات الصراع
ومع أن الحوار هو محمل الجد للخروج من الحياة الصعبة والقاتلة واللعينة وإخراج اليمن من عنق الزجاجة أو غرق محقق, فلا خوف من الثعابين المنتشرة على طريقه والفوضى المفضوحة بين يديه, فطريق السلامة محفوفة بالأشواك وهي سنة لاتتبدل..
فالحوار ليس كما يتخيل البعض ولم يكن اموالاً تأتي من ايران أو وصاية ممقوتة أو إنتاج لنظام قديم ..الخ..
وبصريح العبارة فالحوار هو الخير والفلاح والسلامة والبحار الماهر الذي سيقود سفينتنا إلى شط الامان..
المجتمع الإقليمي والدولي ثبات قد يتغير
نشوان الحاج
لا أحد ينكر الدور الذي لعبته دول الإقليم والمجتمع الدولي لإخراج اليمن وتجنيبها سناريوهات كارثية في حال سلكت الثورة مسالك ليبيا و سوريا.
ونحن نلاحظ أن غالبية السياسيين معولون على مواقف تلك الدول الإيجابي في إنجاح الحوار كنتيجة حتمية للجهود الدولية في إنجاز بنود المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية بشكل مبالغ فيه, مما قد يصيبهم بالصدمة لا تمكنهم القيام بدورهم في إنجاح الحوار وايصال البلاد الى بر الامان في حال تغير دول الإقليم والعالم للمواقفها الداعمة وبذلك يفقد هؤلاء سلاحهم الذي دائماّ ما نراهم يشهرونه في وجه من يحاول عرقلة الخطى نحو المؤتمر المرتقب.
وهنا اود التوضيح ان نجاح الحوار بأيدينا نحن كيمنيين, اما موقف الاقليم فانه قد يتغير ويجر ورائه موقف العالم لأن الاخر يبني مواقفه وفق لما يحقق مصالحه ويعود عليه من النفع هو لا نحن, والجميع يعلم موقف دول الإقليم من الربيع العربي من ناحية ورغبة البعض بتحويل اليمن إلى ميدان معركة مع دول مناوئة لسياساتها كما هو الحال بين دول الخليج وإيران على وجه التحديد من ناحية ومواقف الكثير من القوى الدولية السلبي تجاه الربيع العربي كثورة وما قد ينج عنها من قوى حاكمة لا تتفق مع سياساتها في الكثير من المواقف, بالإضافة إلى خوف دول الإقليم من تصدير فكر الثورة الى شعوبها وهذا اليوم لا يحتاج الى من جهات بفعل التطور التكنلوجي المتسارع , ومن جانب آخر لا تريد لقوى الثورة أياً كانت توجهاتها تقديم نماذج ناجحة في ادارة دولها تعكس بشاعة حلفائها من الأنظمة التي ذهبت بفعل الثورات في دول الربيع العربي . ولا اتصور أن أحداً يجهل الدور السلبي لتلك الدول في مصر وتونس.
أديب الحميدي
الحوار الجاد على الابواب 1526