عندما تنتقد إيران في تعاملها في سوريا واليمن وولوغها في الدم والفتنة يقول لك المتعصبون لها: انظر إيران تدعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ضد اسرائيل.. وكأنه بهذا الجواب الجاهز يلقمك حجراً.. هذه هي ثقافة الأسود والأبيض ومعنا أو ضدنا.. لا مقامرة لديّ وتلجمني الحجة لكن بدون تزييف أو استهبال بالعقل.. أنا مع إيران في دعم المقاومة دون البحث حتى في التفاصيل أو التنقيب في النوايا ولست مع التهوين في هذا الموقف، لكنني ضد إيران في دعمها اللامحدود لبشار الأسد وهو يذبح الشعب السوري بدعم عسكري مباشر.. أنا مع إيران في غزة وجنوب لبنان ولست معها في سياستها في العراق واليمن وضد تبنيها لنشر الطائفية التي يفوق خطرها المخدرات وأسلحة الدمار الشامل.. كنت أتمنى أن تدخل اليمن من بوابة دعم استقراره ووحدته وتتبادل المصالح مع الشعب اليمني الكريم وليس من نافذة نشر الفوضى وإرسال الموت والعنف في الشمال والجنوب..
هنا لا يمكن للمتعصب أن يعترف بالخطأ والخطيئة وإنما يبحث عن تبريرات معتمدة على افتراض عقلك السخيف أو الظن بأن لديه ما يقنع العالم، لأن إيران وراءها القوة المختبئة في السرداب، فيقول لك: يا أخي افهم، إيران معها مشروع ونحن بدون مشروع.. وبدون الخوض في مشروع ايران وإنسانيته فهو مشروعها القومي وليس مشروعنا الذي يجب أن نوجده نحن كمشروع لليمن وليس لإيران أو أمريكا أو السعودية أو أي طرف، فلكل مشروعه الذي يبشر به، والمغفلون يلحفون التراب ويخدمون مشاريع الآخرين.. تلاحظ كمية الغباء والاستعلاء عندما يعتقد هؤلاء (المبشرون) بالمشروع الفارسي أنك لابد أن تقتنع وتصفق، لأن إيران معها مشروعها الخاص.. طيب إسرائيل معها مشروعها الخاص الأكثر فائدة لشعبها، فهل يعني هذا أن أتحول إلى مبشر للمشروع الصهيوني (لاحظ هذا مثلاً ) وأن أغض الطرف عندما تحتل الأرض وتقتل الشعب في غزة أو الضفة؟.. الأصل أن يستفزنا وجود مشاريع الآخرين لكي نعمل لمشروع اليمن الكبير لا أن نسلم رقابنا لهذه المشاريع التي تأتي على حسابي كيمني ولحسابهم !، هذا ليس منطقياً؟!.
اليابان معها مشروع هل يعني أن أكون بوذياً، والهند والصين معها مشروع هل يعني أن أكون هندوسياً وهندي الهوى أدعمها وهي تضرب كشمير وتبيد الناس هناك؟.. الأمور لا تدار على هذا النحو من التسطيح والتبطيح والاستهبال والعباطة..
لدينا معايير في رفض أو قبول هذا أو ذاك يجب أن نجتمع عليها ونضبط علاقتنا بالآخرين كأعداء او أصدقاء وهي مصلحة الوطن والظلم أو الضرر الذي يحدثه هذا الطرف أو ذاك قريباً كان أو بعيداً بالإنسانية وبشعبي وأمتي ووطني، فالمشاريع الخاصة للدول لها وليس لنا وقد تتناقض كلياً مع مصالحنا الوطنية والقومية وهي لا تبرر لهم الاعتداء أو إيذاء الشعوب والتدخل في سيادة الأوطان، كما لا تبرر أن أقبله وأدعمه أو أقف على الحياد وهي تذبح وطني من الوريد إلى الوريد!!.
ahmedothman6@gmail.com
أحمد عثمان
عن معايير الرفض والقبول 1596