;
عبد القوي ناجي القيسي
عبد القوي ناجي القيسي

التباطؤ قاتل! 1526

2013-03-04 16:34:12


هو نداء أوجهه للرئيس عبد ربه منصور هادي ولحكومة الوفاق وللدول الراعية، نداء من شخص بسيط لكنه يقرأ الكثير عن الوضع السياسي الراهن..
هناك رئيس للجمهورية أمامه الكثير من الاستحقاقات الهامة والحيوية، لكنه بطيء في اتخاذ القرارات، ربما لطبيعة شخصيته الهادئة وخبرته في شؤون البلد من موقعه السابق وكذا موقعه الحالي، لكننا نقول له إن عدم اتخاذ القرارات في وقتها يجلب الندم ورب قرار يكلفنا اليوم الورقة والحبر الذي يكتب عليها غداً يكلفنا دماء وأرواح، فطالما والصلاحيات الدستورية موجودة والمبادرة الخليجية حاضرة والدعم الإقليمي والدولي مستمر فلا مبرر لعدم إصدار قرارات التعيين في ألوية الجيش والأمن خاصة بعد صدور قرارات الهيكلة التي تمت بعد نقاشات مطولة مع خبراء عسكريين من اليمن والدول الشقيقة والصديقة، ولا يعقل أن تتأخر هذه القرارات بسبب الحيرة والمقارنة بين قادة عسكريين تورطوا في دماء شباب الثورة وآخرين نصروا الشباب وقت الحاجة وحددوا موقفاً مشرفاً سجله التاريخ لهم..
لا ندري ما الحكمة من بقاء المحافظين المحسوبين على النظام السابق وأيدي البعض منهم ملطخة بالدماء وبالفساد، فضلاً عن المظاهرات والمسيرات الشعبية الرافضة لبقائهم في مناصبهم، لماذا التأخير وهل هناك عقم في عملية اختيار شخصيات أكثر كفاءة ونزاهة.؟.. لا تقتلونا بصبركم وحكمتكم، فالصبر والحكمة في غير موضعها لا تزيد الوضع الهش إلا احتقاناً يؤدي في النهاية إلى الانفجار الذي لا يريده عاقل أو حريص في هذا البلد المنهك والمشتت.
نتساءل أيضاً وبمرارة، لماذا لم تباشر اللجنة التي صدر بها قرار جمهوري سابق مهمتها في التحقيق في جرائم القتل بحق شباب الثورة طوال2011 - 2012؟..
ونؤكد أنه لا عذر في تأخير تعيين أكثر من ثلاثين سفيراً لبلادنا، حيث تشهد سفاراتنا بالخارج فراغاً غير معقول وبعضها مغلق حتى إشعار آخر، هذا نقص معيب يا فخامة الرئيس، لماذا الدبلوماسية اليمنية مجمدة وصوتنا لا يصل بشكل صحيح للأشقاء والأصدقاء؟ بل الأسوأ أن يكون بعض السفراء أو القائمين بالأعمال المحسوبين على النظام السابق هم من يشوه صورة الوضع الحالي والمرحلة الانتقالية والرئيس الحالي وربما يروجون بأن لا فائدة من التغيير ومالها إلا علي، كما قيل سابقاً وهذا ادهى وأمر.
في المقابل يوجد حكومة وفاق وطني مصابة بالشلل النصفي، فلا هي تركت ولاهي نهضت رغم الجهود الجبارة التي يبذلها رئيس الوزراء (على قلة حيلته) هو والوزراء المؤمنون بالتغيير، لكن المواطن لا يفهم ولا يدرك إلا ما يراه فلا يكفي أن نتغنىٌ بسعر الدولار الذي سيطرنا عليه، نريد أمناً وأماناً يصل ولو إلى المدن الرئيسية كمرحلة أولى، نريد قضاء قوياً ونزيهاً، نريد تنمية نراها ونحسها، نريد تغييراً في التعامل مع المواطنين في كافة الدوائر الحكومية، لا نكاد نرى شيئاً قد تغير في كافة مؤسسات وأجهزة الدولة، الفساد لا يزال يعشعش واللصوص يختالون في مشيتهم والأمن والشرطة شبه عاجزين عن قمع المجرمين الذين يستحلون حرمة القوانين ليل نهار ويرفعون الرايات إمعاناً في التحدي.
تقارير المراقبين الدوليين عن أداء الحكومة لا تبعث على الأمل، يقولون الحكومة غير فعالة وهي مكتفة بالوضع الاقتصادي وأن العديد من أعضاء الحكومة يخدمون النظام السابق وليس لديهم حافز لمساعدة الرئيس الجديد.. إن عاقبة هذه التقارير يا حكومة هو تراجع المجتمع الدولي عن دعمه للتغيير في اليمن، فهل أنتم مدركون لذلك؟..
أين الثورة يا هؤلاء؟ أين التغيير والله؟.. إن استقالة أحدكم حين عجزه عن فعل شيء مفيد، لهي قمة الأمانة في أداء الواجب وغاية الشرف في تحمل المسئولية.. ارجعوا إلى تقارير النيابات في الجمهورية وتقارير الجهاز المركزي للرقابة وتقارير هيئة مكافحة الفساد وتقارير المنظمات الدولية، اقرأوها، حللوا ما بها من معلومات وأرقام وحقائق، اعملوا على تنفيذ القانون فيما ورد فيها دون زيادة أو نقصان.
أما الدول الراعية للمبادرة الخليجية والأصدقاء فنقول لهم: كفى تساهلاً مع الرئيس السابق، لقد دلعتموه أكثر مما يجب، إذا كان نظراؤه في القبور أو السجون أو المنافي فلماذا يبقى صالح يفسد حياة اليمنيين؟.. إنكم بغض الطرف عن استمرار ممارسة صالح للعمل السياسي رغم تعارض ذلك مع مبدأ الحصانة كمن يتآمر على مستقبل اليمنيين ويكسب عداوة هذا الجيل والذي يليه، فلن يستفيد من هذا التباطؤ إلا الإرهاب فقط والنار التي ستحرق اليمنيين سوف تلسعكم لا محالة.
لا توجد دولة في العالم تحرص على عداء الشعوب إلا دولة ديكتاتورية ظالمة غاشمة عمياء في سياستها الخارجية، يجب أن تعلموا أن اليمنيين لن يركعوا ولن يعودوا للخلف، .سيكون هناك مزيد من التضحيات ومزيد من الدماء وسوف ينتهي صالح كما انتهى غيره ممن هم أشد قوة منه وسنبقى نحن الشعب اليمني بآلامه وآماله ولن نختفي من الخارطة..
نثق أنكم قادرون على فعل شيء لإيقاف استهتار النظام السابق بحق اليمنيين في التغيير ومحاولات صالح المتكررة في التأثير سلباً على كل شيء في هذا البلد، غير أنكم لا تعملون إلا القليل لحسابات معينة ربما تكون خاطئة ولن تفيد إذا انفجرت الأوضاع بفعل الإهانات التي يوجهها مراراً النظام السابق لليمنيين ورئيسهم وحكومتهم.. الأربعاء الماضي ارتكب صالح ونظامه خطأ سياسياً فادحاً وأثبت للعالم أنه لا يزال يعبث بالعملية السياسية في اليمن ويحول دون التغيير المنشود، وهذه فرصة لكي يعبر المجتمع الدولي عن إدانته لهذا العبث ومن هنا لابد أن يتبع قرار مجلس الأمن الأخير بشأن المعرقلين للتسوية السياسية إجراءات تصل إلى العظم فيحس بها الفاقدون للإحساس.. يا كل هؤلاء حقاً إن التباطؤ قاتل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد