(بلدة طيبة ورب غفور.. فأعرضوا) البلدة الطيبة هي اليمن ولا يوجد نص مثل هذا لأي بلد في العالم، إنه إخبار قطعي من العليم الخبير الذي خلق هذه الأرض في قرآن محفوظ لا يبدل ولا يحرف ولا يغير، إننا أيها اليمانيون نحمل أعلى وأوثق وأصدق شهادة جودة، لم تتدخل فيها لجنة دولية أو محلية ولا يد ولا ناصية كاذبة خاطئة يحتمل تقريرها وشهادتها الصدق وعدمه..
لم يبق لنا إلا أن ندرك كيف نتعامل مع هذه الشهادة الكبرى، ولكن أيها اليمانيون ما نراه من التصرفات تتجه بنا إلى الخط الأخطر.. إلى الفرقة والشتات والقتل، متى سنهدأ ونأمن ونستقر؟ متى نلم الشمل وننهي الصراع الذي يغذى خارجياً وداخلياً؟ متى سنشكر الله على هذه النعمة العظيمة (الأرض الطيبة) فنستخرج كنوزها وثرواتها، ونبني نهضة شاملة؟ متى سنكف عن التقطع وتخريب أبراج الكهرباء والنفط والخدمات والذي لا يحدث في أي دولة إلا في اليمن؟ لماذا يصنع بعضنا هكذا؟ لماذا القتل والبغض والتنابز؟ هل استفدنا شيئاً أم استفاد من يغذي هذه الفتنة وهذا الصراع!؟.
إن لم يعقل اليمانيون المرحلة فقد سلفت كلمة الله لمن لا يعقل ولا يشكر، فقال (بلدة طيبة ورب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم).. إنها سنة الله، إن لم نتفق ونستفق سيأتي سيل العرم بشكل أو بآخر، سنفشل، سنقتتل، سنفتقر، ونتمزق، ولن يستفيد أحد منا، بل المستفيد الوحيد هم الذين يدعمون هذا الصراع من الداخل والخارج.. فكفى.
د/ فضل مراد
سيل العرم ..... 1918