سنظل ندين العنف بكل أنواعه، لأنه بوابة الهلاك والمعيق للانتقال الحالي والمستقبلي إلى مساحة الضوء .. لنترك الخلافات جانباً ونلتف حول مشروع اليمن الذي لن يتحقق إلا بتمسكنا بالسلمية والوحدة ونبذ العنف،سيبقى الأقوى والأصلح هو من يمسك أعصابه ولا ينجر للعنف وأرجو أن لا ينجر إخواننا من أصحاب المشروع الوحدوي للعنف وفي المقدمة حزب الإصلاح في المحافظات الجنوبية الذي يتعرض لحملة شرسة من مشروع الانفصال بلغت ذروتها في إحراق بعض مقراته أمس من مجموعة العنف والتخريب الانفصالي بهدف جره إلى العنف، ظناً منهم أن العنف سيخلط الأوراق ويحقق نفس مقولة الضعفاء (عليَّ وعلى أعدائي) تعبيراً عن فشل وضيق ليس إلاّ.
ما جرى من عنف ضد أبناء المحافظات الشمالية وضد الوحدويين من أبناء المحافظات الجنوبية ومقرات الإصلاح ليس أكثر من إعلان إفلاس وفشل للمشروع الانفصالي وسيحصل الإصلاح بهذا العنف الموجه إليه على احترام الشعب وأوسمة وطنية عالية الشرف .. والسؤال: لماذا مقرات الإصلاح دون غيره تتعرض للهجوم من الانفصاليين؟.. بالتأكيد ليس لأن الإصلاحيين وحدهم الوحدويون، فالقوى اليمنية كلها وحدوية والشعب الجنوبي وحدوي بالفطرة..السبب أن الإصلاح أصبح بنظر المشروع الانفصالي القوة الوحيدة المتماسكة التي يلتف الشعب حولها لمقاومة مشروع الانفصال لتماسكه وشعبيته ولأنه عصي على الاختراق بعكس الكثير من القوى التي تعرضت للتفتيت سواءً من قبل صالح سابقاً وحاضراً أو من قوى أخرى .. المعركة ليست بين الجنوبيين والإصلاح كما يحاول الإعلام والصحف الصادرة من صنعاء والممولة من العائلة.. المعركة بين مشروعين , الوحدة ,والانفصال..الثورة والعائلة..
ومازال صالح متواجداً بقوة في مشهد الانفصال كما كان متواجداً في حرب أبين , كان أنصار الشريعة يرفعون علم القاعدة على البرميل وبجانبه صورة علي عبدالله صالح، لم توجد القاعدة حينها ولا الراهدة، كان علي صالح بخططه التي أسقطها شعبنا .. اليوم تقوم شخصيات مقربة من العائلة بتوزيع الأسلحة والتحريض لقتل المعتصمين بالتنسيق مع جماعة علي سالم البيض، بينما نرى البعض بغباء أو تغابٍ يحاولون أن يحصروها على الإصلاح والانفصاليين والبقية شاهد ما شفش حاجة ،ماذا لو أعلن الإصلاحيون الجنوبيون تأييدهم للانفصال؟ هذا السؤال موجه لكل وحدوي يحاول أن يتشفى ولا يزعجه العنف وإحراق المقرات .. لقد رأينا كيف رفعت أعلام الانفصال من مقر المؤتمر الشعبي بعدن في الوقت الذي يحرق فيها مقرات الإصلاح ويعتدي على المواطن البسيط من الباعة المتجولين ولولا الوحدويين من أبناء الجنوب الذي نتفرج عليهم اليوم ونشمت بهم لرأيناهم يسحلون في الشوارع وعندها لن يوقف الفتنة إلاّ رب العباد.
المؤكد أن هذا ليس المؤتمر الذي نعرفه، هذه صورة مختطفة، على المؤتمرين الشرفاء أن يسارعوا لإنقاذ المؤتمر الشعبي، علينا أن ندرك أن الإصلاح قوة متجذرة في الجنوب وليس من موزنبيق وعلينا أن لا ندس رؤوسنا في الرمال ونترك الإصلاح وحده في معركة الوحدة والاستقرار، لأننا سنندم وسنثبت مدى هشاشة وطنيتنا وعلى الجميع أن يعرف أن الخذلان هنا خذلان للوطن والوحدة التي لا نرى بديلاً عنها إلا الدمار في اليمن والمنطقة.. الوقت ليس للمكايدة، صدقوني أنتم الآن تعملقون الإصلاح أكثر وعندما تتفرجون وتتفلسفون على سبيل الشماتة لا تضرون إلاّ أنفسكم وتضربون مصداقيتكم في مقتل..لأن الشعب ليس بجيب أحد ، الشعب في الشمال والجنوب مع الوحدة وسيمضي مع القوى الحاملة للوحدة ويترك المتخاذلين عراة في رصيف التاريخ الذي لا يرحم.
ahmedothman6@gmail.com
أحمد عثمان
عن حرق مقرات الإصلاح 1761