الحساسية الثورية تجعل البعض يمتعض من احتفال بمناسبة انتخاب رئيس أياً كان.. أنا اعذر واقدر هذه التخوفات ومعها تماماً, فيجب أن يكون لدينا حس عالٍ بما يتعلق بأي أعمال تشجع الحاكم على الغرور أو تجعله شخصاً لم تلده النساء، لكن المهرجان الحاشد الذي تم في عدن الخميس غير هذا تماماً, فلا المحتفلون جماعة الزعيم ولا الرئيس عبد ربه من هذا النوع ولهذا لم يحضر الرئيس في ساحة العروض وإنما أعلام الوحدة التي يحاول البعض طمسها ببرودة حد الصقيع وسخونة حد الرصاص ولم يكن حضور الرئيس هادي أمس الأول سوى مواطن ساقته الأقدار ليقود السفينة في وقت حساس لا مجال فيه للفردانية وإنما للتفاني في إنقاذ اليمن..
طيلة الفترة الماضية وجماعة الانفصاليين وحلفاؤهم في صنعاء وشمال الشمال يريدون إقناعنا بأن الشعب في الجنوب انفصالي حد النخاع ..
كان الصوت الوحدوي حريصاً كعادته على جمع الكلمة ولم يكن يتصور أن جماعة أو فرداً سيحاول فرض الوصاية على كل الشعب ويعمم لغة الانفصالية كمفردة وطنية والوحدة خيانة وجريمة تستحق القتل والتقطع والإرهاب.. من المؤسف أن ترى البعض يتجاهل ويداري ويدلل كل هذه الخروقات ويتحدث ببلاهة وفيرة بأن رفع أعلام الوحدة استفزاز وعن استفزاز مسيرة سلمية تؤيد التغيير وتعبر عن عمق تغلغل الوحدة لدى الشعب الجنوبي الذي يمثل موطن الوحدة اليمنية الأول.. هكذا سنجد أنفسنا نقلب الحق باطلاً ونساهم في ذبح الوطن بفعل التنويمات الإعلامية والأقلام المضللة لإعلام الثورة المضادة..
عن أي استفزاز تتحدثون ومتى أصبح الانفصال حقاً وحيداً يدارى أصحابه ويدللون وأكثر من ذلك يشار لصوت الوحدة بالريبة وكأنه غريب؟.. هذه الأصوات هي التي تسهم بإنعاش التمزيق وخذلان الشعب الجنوبي الوحدوي..
الوحدة أصل يا سادة والانفصال أمر عارض وإذا تحدثنا عن استفزاز فهي تلك الأعلام الانفصالية التي ترفع في عاصمة الوحدة عدن وتلك التصرفات المناطقية التي تريد أن تحول المواطن اليمني إلى مغترب بمجرد أن ينتقل من قريته في تعز أو إب إلى مدينة يمنية أخرى مثل عدن ولحج.. وهل مصطلح الاحتلال اليمني حق وليس استفزازاً ؟.. هل إطلاق مصطلح المستوطنين اليمنيين على الباعة المتجولين والاعتداء عليهم على خلفية مناطقية لما لهذه اللفظة من قسوة ليست استفزازاً؟ وعندما ينبري أبناء الجنوب لاستنكار هذا السفه الذي لم يعرفه اليمن نعتبره استفزازاً إصلاحياً، بينما هو اعتداء على أبناء الجنوب قبل الشمال، وعندما تهتف الملايين ( الوحدة مستمرة ) يتحدثون بغباء عن حشود قدمت من الشمال، بينما سيركز الانفصاليون في صنعاء عن مجاميع الإصلاح واستفزاز غير مقبول.. متى تحول الإصلاح كحزب إلى شعب.. هنا يحق للإصلاح أن يتحدث بصمته المعهود عن ( الحق ما شهدت به الأعداء وشرف لم ادعيه )!.. بينما سنجد لسان حال عشاق الوحدة في (جنوب الوحدة) يقول إذا كان الإصلاح يعني الوحدة فكلنا إصلاحيون، لأن الوحدة روح الجنوب ومشروعه وليس مشروع حزب أو جماعة كما يروج البعض..
لقد كانت رسالة الشعب في المحافظات الجنوبية وليس الإصلاح واضحة: نحن مع حق التعبير للجميع, لكننا لن نسمح بمصادرة حق الآخرين, نحن مع عدالة القضية الجنوبية وليس مع إضاعتها وتحويلها إلى وسيلة للمشاريع التمزيقية.. ورسالة أوضح أن الوحدة مستمرة إلى آخر يمني في هذه الدنيا- بحسب تعبير شاعر شبوة في حشد الوحدة الباهر.
ahmedothman6@gmail.com
أحمد عثمان
حتى لا نخذل شعب الجنوب 1716