;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

حين نقول إن الحياة مدرسة 1933

2013-02-20 15:21:59


تبقى الحياة مدرسة ما بقينا طلاباً فيها، وكما يتطلب البقاء في المدرسة أن نلتزم بقواعدها الأخلاقية والتعليمية فإن للحياة أيضاً قواعد أخلاقية ودينية يجب الالتزام بها حتى نبقى أولئك الطلاب النجباء الذين يتخرجون من مدرسة الحياة وقد أدوا رسالتهم على أكمل وجه.. وحتى يكون ذلك ممكناً وسهلاً علينا فقط أن نكون أكثر حرصاً على التمسك بأخلاق وتعاليم الدين الإسلامي، فإن في ذلك نجاة وسمو ورفعة البشر، ولقد حملتنا مواقف الحياة ومرابتها على القراءة والإطلاع والتعرف على ثقافة الآخرين، فلم نجد ما يرتقي بالإنسان جسداً وروحاً مثل ذلك الكتاب العظيم وتلك السنة المطهرة، إنهما المنهج الإنساني الوحيد الذي يربأ بروح الفرد وعقله عن أن يرعى مع قطعان الدواب الغائبة عن الوعي الروحي والغارقة في وعي الجسد!.
الحياة مدرسة وكل ما فيها من مواقف ومحطات، أحزان وأفراح، نجاح وفشل.. كل ما فيها تسطره يد القدر وتنفذه على طريق الاختيار العاقل والتميز الذكي الذي أودعه الله عقولنا مادامت رؤوسنا محمولة على أكتافنا!..
الحياة مدرسة، لأن لها إدارة تستطيع أن تضبط آلية التعلم فيها وتنظم حياة الطلاب بداخلها وتراقب نمو علاقاتهم أو انحسارها، لأن هذه الإدارة هي الدولة التي تنتمي لها جغرافياً وتاريخياً ووحدها المسئولة أن تبقى مدرسة الحياة آمنة بغية الحصول على العلم تلقائياً بمجرد أن يستيقظ أحدنا من نومه كل صباح، والحياة مدرسة أيضاً لأن لها بوابة ضخمة ولها حارس أمين!.
أليس الموت بوابة ضخمة؟! أليس عزرائيل حارساً أميناً لها؟!. نعم ولأن الحياة مدرسة كبيرة جداً فإن الدخول إليها ولادة والخروج منها موت بلا شك.. يبقى الإنسان بحاجة للنظام والتوجيه، لأنه مخلوق فطري وعبثي وربما يخطئ في حق نفسه كثيراً حين يعتقد أنه يجب أن يحصل على الحرية التي تمنحه الحق الكامل لأن يفعل ما يشاء، لهذا أصبح هناك قوانين وتشريعات وحكومات، فالإنسان بلا هذا بمجمله من أشد المخلوقات شراسة وخطراً على نفسه وعلى كل شيء جميل حوله.. الحكومات إدارات مصممة لتنظيم حياة الطلاب الذين هم الشعوب ومن واجب الإدارات أن تكون صارمة في الإبقاء على حياة الشعوب آمنة أخلاقياً ومدنياً، لكن من واجب الشعوب أيضاً أن تكون أكثر التزاماً واحتراماً لقوانين الحياة حتى لا تتحول هذه الكتل الطلابية الضخمة إلى أكوام من فضلات التاريخ التي تنتج بفعل العنف والنظرة المتطرفة للحياة ومحاولة الدخول إلى ذاكرة المستقبل بطريقة غير لائقة تتجاوز حدود الآخرين وتكسر في طريق الوصول إلى ما تشاء حواجز إنسانية كان لابد أن تبقى قائمة.. لأجل ذلك وعلى مستوى الحدث الوطني أكرر باستمرار أمام أبنائي من الطلاب وإخواني من المعلمين في مدرسة الحياة أن مدرستنا في اليمن بحاجة إلى ثورة أخلاقية وتوعوية وتوجيهية تصلح ما كان قد فسد خلال عاصفة الربيع الماضي من عمر هذه الأمة، ولن أمل الكلام عن ذلك أبداً، لأننا مجتمع أخلاقي بالدرجة الأولى وما بُعث نبينا محمد بن عبد الله ـ الصادق الأمين ـ إلا متمماً لمكارم الأخلاق فينا، فمتى نؤدي الأمانة ونبلغ الرسالة إذا لم نفعل ذلك اليوم؟!.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد