تعود علينا الذكرى الثانية للثورة الشعبية السلمية لتدشن هدفاً من أهدافها وهو المصالحة الوطنية بين جميع أبناء الشعب الواحد بكل أحزابه وطوائفه ومذاهبه والعمل على تأسيس قاعدة قوية لبناء الدولة المدنية الحديثة وإيجاد الحلول المناسبة للقضية الجنوبية وقضية صعدة والاتفاق على الدستور وطبيعة النظام الحاكم، كل هذه القضايا وغيرها تجتمع في مؤتمر الحوار الوطني الذي سينعقد يوم 18 مارس الذي يصادف أيضاً ذكرى مجزرة الكرامة التي راح ضحيتها عشرات القتلى ومئات الجرحى بين مصا ومعاق الذين ما يزال العشرات منهم معتصمين أمام رئاسة الوزراء يطالبون من الحكومة معالجتهم.. إنه من العيب على حكومة نصف وزرائها ورئيسها محسوبون على الثورة ولم يوجدوا الحلول الجذرية لجرحى الثورة الذين قدموا دمائهم رخيصة من أجل عزة الوطن.. يجب على أعضاء الحكومة أن يتذكروا أن هؤلاء الجرحى هم من افترشوا التراب والتحفوا السماء وصبروا على قسوة البرد من أجل إسقاط نظام صالح.. كما تعود هذه الذكرى وما يزال بعض الثوار في دهاليز السجون وما يزال الرئيس السابق يمارس العمل السياسي ويضع العقبات أمام الحكومة.. صحيح أن بعض الأهداف تحققت، لكن لايزال هناك الكثير من الأهداف التي ينبغي إكمالها والمطالبة بها ولتكن الذكرى بداية لتحقيق ما تبقى من أهداف الثورة ولتكن عيون الشعب ساهرة على حماية أهدافها وضماناً لعدم الانقلاب عليها وتفريغها من مضمونها كما فعل بثورة ستمر وأكتوبر.
محوب القادري
في ذكرى الثورة الشعبية السلمية 1344