(نبض القلوب الثائرة
أزمة كهرباء عدن والصيف الصعب الذي ينتظره أبناء هذه المدينة المظلومة عبر كل الأنظمة التي تعاقبت على اليمن، في غياب الحل الجذري الحقيقي لهذه المشكلة الكارثية التي ستحل بعدن الصيف القادم.
***
مدير كهرباء عدن.. الكادر العدني الكفء الذي أثبت جدارته.. المهندس خليل.. مطلوب دعم هذا الرجل ومساندته.. من قبل ثوار الساحة وأبناء محافظة عدن الأحرار.. جميعهم بلا استثناء.. ادعموا الرجل.. لا تدعوه في وجه المدفع لوحده.. هو يطالب ومن خلفه موظفو وعمال كهرباء عدن بل وأبناء محافظة عدن.. بالعدالة.. بالحق المهدر سنين طويلة.. آن الأوان لعدن الحبيبة أن تُنصف.. وتعود لها كرامتها باستقلالية الموارد وإلغاء المركزية(العفنة) التي دمرت اليمن كله.. ومكنت لوبيات الفساد منا ومن ثروات الشعب اليمني ومن إمكاناته المهدرة لهم و التي لم نستفد منها بالمرة، لأنها تأتيهم على طبق من ذهب أولاً بأول.
***
ان إعادة الحق إلى أصحابه.. ليس عيباً..وتصحيح أخطاء وكوارث النظام السابق، يجب أن يكون أولوية لحكومة الوفاق.. حتى ترتاح النفوس.. وتغلق الأبواب أمام من يصطادون في المياه العكرة.. وهم كُثر.. وأبناء عدن من اليوم لن يتنازلوا عن حقوقهم العادلة المشروعة التي حرموا منها طويلاً.. آن للظلم أن ينجلي وكل من يرى عدن لا تستحق عليه أن يقف عند حده.
***
كل ما يطلبه أبناء عدن هو استغلال كهرباء عدن ومواردها لمصلحة المحافظة وأبناءها أولاً وأخيراً.. ثم الفائض يُرحل للمحافظات الأخرى (والأولوية للمحافظات الحارة مثل الحديدة الباسلة المظلومة من كل شيء).. هل في هذا خطأ؟! أو ذنب؟!, خاصة أن عدن مدينة ذات طقس حار جداً، ويعاني أبناؤها وساكنوها الويلات والعذاب نتيجة حرمانها من كمية وحجم الطاقة والكهرباء الكافية، فيكون الانقطاع المستمر هو النتيجة الحتمية بسبب حرمان عدن من طاقتها الكهربائية، كما أن عدن يفترض (كما يقال لنا) أنها العاصمة الاقتصادية للبلد!.. فأية عاصمة تلك التي طاقتها الكهربائية لا تساوي طاقة قرية في دول الجوار!!.. وكيف ستأتي الاستثمارات وتُبنى المصانع والشركات ويُشغل ميناء المنطقة الحرة العالمي.. ووو.. بكهرباء معدومة وموارد مهدرة لجيوب الفاسدين؛ نداء لأبناء عدن.. هذا المهندس خليل يناضل لأجلكم.. فلا تخذلوه وقفوا بجانبه.. وهذا الوزير واعد با ذيب يقاتل للانتصار لميناء عدن العالمي.. فيا أبناء عدن.. قفوا مع الرجلين وقفة رجل واحد.. وانتصروا لهم.. وادعموهم الدعم الكامل.. فاليمن لن تنتصر في حربها ضد الجهل والفساد وطغيانهم، بمجهود أفراد.. بل بتكاتف شعب حول شرفائه و كوادره المخلصين.
***
كنا في الصيف الماضي نلتمس العذر للحكومة كونها لازالت مستلمة للسلطة وغير مستقرة والبلاد كانت تمر بمخاطر كبيرة، أما الآن فنحن أبناء عدن لن نعذر وزارة (سميع) وحكومة (با سندوة).. الآن البلاد تجاوزت محنتها بشكل كبير جداً بفضل الله، وبفضل صبر هذا الشعب ونبله وحكمته الغير عادية، والآن الأمور استقرت لحكومة الوفاق بدرجة شبه نهائية.. ولديها شرعية و دعم داخلي وخارجي غير مسبوق.
***
سيادة وزير الكهرباء المحترم: نثق في نزاهتك وإخلاصك.. لكن المسألة مسألة قدرة على انجاز الحلول.. والاستجابة لمطالب الناس.. هذه رسالة لك من أبناء عدن.. إن كنت لا تشعر بمعاناة عدن وأهلها في صيفهم الخانق القاتل.. وان كنت لا يؤلمك عذاباتهم في حزيران الملتهب الذي لا يرحم.. فأنت هنا تحت مجهر أنظار العدنيين خاصة.. واليمنيين عامة.. الصيف الأول مرروه لك بمزاجهم ونبل أخلاقهم.. لأنهم ينظرون لمصلحة اليمن كلها.. وتقديراً للظروف في ذلك الوقت.. أما اليوم فليس لكم لدينا عذر.. ولن يكون لكم قدر.. مضى عام من رحيل الطاغية، يفترض أنكم عملتم في هذا العام الكثير، ووضعتم حلولا ناجزة.. نحن اليمنيين تعبنا وهرمنا من طول الانتظار، فهلا رحمتمونا وانتم في غرف مكاتبكم وبيوتكم المكيفة المبردة على أعلى مستوى، وهلا رحمتم عذابات هذا الشعب في كل صيف قاتل لا يرحم؟.. يجب أن يكون لديكم الحلول الشافية النهائية.. أقول يجب.. لأنه أن كان الجواب انه لا توجد لديكم الحلول.. فليأخذ كلا منكم حقيبته ولينصرف.. وليدع من لديه الحلول يجلس على هذا الكرسي اللعين.. فاليمن الحبيب أكبر منكم جميعا ومن كراسي الحكم الصدئة.. هل تريدون منا أن ننتظر مدى الحياة؟.. غير ممكن!.. أعمارنا ولت وانهدمت ونحن ننتظر..لم يتبق منها الكثير.. لم يعد لدينا فن الصبر الذي اتقناه نحن اليمنيون.. لم نعد نستطع أن نتحمل.. فاقت المعاناة قدرتنا على التحمل.. والآن نقول لكم: حقاً.. لم يعد لدينا مقدرة على الصبر.. ولن نتحمل صيفاً كالذي مضى بكل عذاباته وانطفاءاته المستمرة على مدار الساعة.. فاحذروا من ثورة الحليم.
***
من رائعة لطفي أمان.. لفنان اليمن الكبير محمد مرشد ناجي.. نهدي شعب اليمن العظيم هذه الأبيات.. في حلول الذكرى الثانية لثورتنا الشبابية الشعبية السلمية الخالدة..ولجميع شعوب الربيع العربي المجيد..
يا بلادي..لم أعد أسطورة في الكتبِ
لم أعد أنقاض مجد..في ضمير الحقبِ
أو نشيداً مخجلاً..يضحك منه الأجنبي
يا بلادي..يا ثرى جدي وأمي وأبي
يا كنوزاً.. لا تساويها كنوزُ الذهبِ
اقفزي..من قمة الطود لأعلى الشهبِ
اقفزي..فالمجد ما دان لمن لم يثبِ
يا بلادي..كلما أبصرت جبل شمسان الأبي
صحت : يا للمجد في أسمى معاني الرتبِ
يا لصنعاء..انتفاضات صدى في يثربِ
يا لبغداد..التي تهفو لنجوى حلبِ
يالجبال اوراس.. لظىً في ليبيا والمغربِ
يا لأرضِ القدس..يحمي قدسها ألف نبي
يا لنهر النيل..يروي كل قلب عربي
يا بلادي.. يا بلادي
فاملأي كأسك من فيضِ دمائي واشربي
يا بلادي..يابلاد العربِ
لينا صالح موسى
كهرباء عدن والصيف الصعب 1988