كشفت قناة الـ «بي بي سي» أمس حقيقة السفينة التي ضُبطت وهي محملة أسلحة ثقيلة.. القناة تحدثت نقلاً عن مصادرها أن التحقيقات أثبتت أن السفينة مرسلة من إيران إلى الحوثي.. الأسلحة ليست مسدسات لاغتيال الأفراد بل لاغتيال الوطن دفعة واحدة, صواريخ كتف وصواريخ مضاد للطيران..
هـذه الأسلحة عندما ترسل لجماعة مسلحة في دولة ماذا تعد في عرف الشعوب والدول، صفقة مساعدة من دولة صديقة أو شقيقة؛ يعني أنه إعلان حرب لا أقل ولا أكثر, هل يجد المطبلون لإيران أو حتى المتغاضون وصفاً (رومنسي) آخر أخبرونا يهديكم الله, إيران تعلن كل يوم الحرب على اليمن ومن العيب أن يبقى يمني على الحياد وكأنه من موزنبيق ما بالك الدفاع عنها..فهي ترسل الأسلحة المدمرة لجماعتها في اليمن من أجل تدمير الدولة والوحدة وقتل اليمنيين.. لأنها تؤمن أن مشروعها الميت في اليمن لن يجد فرصته إلا في عدم الاستقرار وسيادة الخراب.
على الدولة أن تقوم بواجبها وتخبر شعبها بالضبط عن الحقيقة وتدابيرها أمام هذا الاعتداء على اليمن ليتخذ اليمنيون موقفاً واضحاً من المعتدي في الداخل والخارج, غاية الخبث يظهر في استغلال الظرف الصعب والاستثنائي الذي يمر به الشعب للتجهيز لقتله بدلاً من مساعدته!! عن أي علاقة أو أخوة ممكن نتحدث وعن أي احترام للشعب والدولة والأعراف، تريد إيران أن تخرب اليمن مثلما عملت بسوريا...وهي لن تستطع في اليمن ما لم يفقد اليمنيون حاستهم الوطنية وقدرتهم على مقاومة المشاريع الغازية.
علينا أن نترك السذاجة عندما نؤيد إيران نكاية ببعض الدول الخليجية التي لم تفهم مصالحها بعد ولا حقوق الجوار كما ينبغي ولا أظنها تفهم, أو نتقرب من الحوثي نكاية بمن نختلف معهم من القوى الوطنية أو لإملاء فراغ ما أو من أجل أن نحقق بعض المكاسب وحتى الفتات فلم يعرف اليمنيون أنهم يرتزقون من أثداء الوطن ولا من دماء الشعب وخراب البلاد!
هذه السفينة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة وما خفي كان أعظم وهي كافية لتوحد اليمنيين ضد خطر ومؤامرة تهدد البلاد والعباد بصورة مباشرة، فصواريخ الطيران والأسلحة الثقيلة لن تدخل البلاد لإقامة أعراس وإنما لتدمير البلاد وإعاقة الاستقرار من أجل السيطرة والخراب..
من المؤسف أن نرى إيران الدولة المسلمة فقط مع الجماعات والمشاريع المناهضة لوحدة واستقرار اليمن!! لن ترسل حبة أسبرين واحدة ولا رغيف خبز لكنها سترسل الملايين لزعزعة الاستقرار, نراها وراء الحوثيين في الشمال وعلي سالم بمشروعه الانفصالي في الجنوب ولو علمت بأي فوضوي يرفع مشروعاً تخريبياً وتمزيقياً ستكون جاهزة وحاضرة، نحن لسنا ضد وجود إيران في اليمن كدولة لها مصالحها من خلال التعامل مع الدولة وكما يفعل بنا بقية الطامعين الدوليين والإقليميين فكل أوباش العالم ودوله موجودون عندنا، لكن المصيبة أن الدول الطامعة ترى مصالحها في استقرار اليمن وتتصرف من خلال الدولة مما يبقي على حياة الشعب حتى يستعيد عافيته وسيادته.
إيران وحدها مشروعها من خلال تمزيق البلاد وزعزعة الاستقرار ودعم المشاريع التمزيقية على أساس طائفي مقيت وهذا هو الفارق الجوهري بين بقية الطامعين و(إخواننا) الإيرانيين للأسف الذين يريدونها حالقة.
أحمد عثمان
ماذا تريد إيران من اليمن؟ 1817