يقال في قديم المثال: إحذر عدوك مرّة واحذر صديقك ألف مرة, وأنا أقول: إذا كان عدوك رجل فأحذره مرة وإن كانت امرأة فأحذرها ألف مرة!! تبقى المرأة عدوة المرأة في كل زمان ومكان ولكنني أتساءل دائماً عن حجم تلك الطاقة الكامنة في بعض النساء والتي تدفعهن لإثارة زوابع الفتنة و الغضب والاختلاف حتى تبقى إحداهن كعاملة في مركز أرصاد كل شغلها الشاغل أن تراقب وترصد وتلتقط آخر أخبار عدوتها المرأة على حين غرة من ضمير أو وازع أو مراعاة لحق الإنسانية, شخصياً أنتصبت أمامي وعلى طريق الحياة مصاعب لم تكن لتثنيني عن أن أمضي إلى أهدافي بمنتهى الصلابة غير أن بعض تلك المصاعب كانت قد وقفت خلفها نساء ناصبتني العداء فتعلمت بعدها أن أكون صاحبة الحكمة أعلاه وهذا يخفف عني كثيراً أحساسي بالغفلة والخضوع لتلك الحلول الضيقة التي يجد المرء منا نفسه مرغماً على القبول بها حفاظاَ على ماء الوجه وهروباً من الوقوع في الضغينة.
ولازلت أتساءل عن حقيقة تلك المفارقة التي يخضع لها موقف المرأة من نجاح الآخر فهي تهوى وتنجذب جداً لنجاح الرجل بينما تكره وتنفر بشدة من نجاح مثيلتها المرأة ولعل الأمر لا يكون متعلقاً بحب الذات وإنصافها والنزوع إلى إروائها بقدر ما هو متعلق من طبيعة المرأة الفطرية التي تجعلها غالبية نساء الأرض ميزاناً لمواقفهن من سواهن من النساء سواءً كن داخل مجال العمل أو خارجه أو ضمن محيطهن الأسري والاجتماعي أو بعيداً عنه فالمرأة هي المرأة كما يقول المثل, وما يجعل القصة معقدة وشائكة نوعاً ما أن هذا المخلوق الضعيف قليل الحيلة معدوم الوسيلة يجيد الرقص على نقاط الضعف ويحسن اصطيادها وهذا هو السر في وصول الجنس اللطيف إلى أهدافه المشوبة بالغيرة وغلبة الأنانية وسيادة الكراهية والحسد وهن يبرعن باقتياد فريستهن من بنات جنسهن وفق هذه القاعدة بالإضافة إلى ارتدائهن جلباب الضعف والاستكانة وهو الثوب الوحيد الذي من الصعب أن يكشف عن ما تحته من عورات.. ولذا كانت السرية والقدرة على التغاضي وحبس ردود الأفعال والصبر الجميل من أهم ما يمكن أن تتحلى به النساء أمام مثيلاتهن حفاظاً على وتيرة نجاح متميزة أو قاعدة عطاء ثابتة أو إرادة حية تسامق النجوم لأن قاعدة القدرات الفردية في نهاية المطاف تخدم آلية الانتقاء والوصول أكثر من أي شيء خاصة في وجود هرم المسؤوليات المفروضة على المرأة داخل الأسرة والتي قد تقف احياناً في طريق المرأة كمعوق وليس كمانع كما تراه الكثيرات منهن وهنا تنشأ عقدة الاختلاف بين النساء إذ تبرع بعضهن في استغلال ظروفها وتحويلها إلى أسباب للنجاح بينما تفشل أخرى في استغلال طاقتها الكامنة وإمكاناتها المتاحة لصنع القليل من النجاح أو التميز. وبدلاً من أن تتحول طاقتها إلى شحنة إيجابية لدعم الذات تطلق لها المرأة العنان لتقيد سواها بسلاسل الغيرة والحسد وربما أصابت بعينها ما لم تستطع أن تنصبه بيديها الملطختان بالغفلة وقلة التوكل على الله وانعدام حسن الظن به.
ولأنها امرأة فلا قيود تكبلها لتصل إلى ما تريد بعكس الرجل الذي تقف في طريقه عوائق كثيرة إذا كانت عودته امرأة من هذا الجنس الناعم غريب الأطوار.
ألطاف الأهدل
إحذر حين يكون عدوك امرأة 1903