;
محمد مقبل الحميري
محمد مقبل الحميري

لله ثم للتاريخ أبناء تعز لم يعتدوا على أحد ولم يواجهوا بعضهم 2110

2013-01-31 15:16:44


الكثير ممن نلتقي بهم في صنعاء أو في أي مكان خارج تعز يبدون حزناً لما حل بتعز من خراب وقتل وعدوان ويطرحون علينا بحزن أسئلة تحمل عتاباً وألماً في آن واحد!.. من هذه الأسئلة: لماذا تتصارعون يا أبناء تعز وتقتلون بعضكم بعضاً وأنتم من عهد عنكم الثقافة والوعي والمدنية والنزوع إلى السلم العام؟.. وأسئلة كثيرة أخرى تعكس مدى حب الناس لتعز وأهلها وتألمهم لجراحاتها.. هذه الأسئلة وغيرها هي انعكاس لسياسة ممنهجة وإعلام مضلل عمل على تزييف الحقيقة وتشويه الواقع, عكس لمن لم يتابعوا ما حدث في تعز عن قرب بعكس واقعه وشوهت الحقيقة والسائلون معذورون.
وأنا أؤكد هنا براءة للذمة أن أبناء تعز بمختلف توجهاتهم كانوا أثناء الثورة الشبابية أكثر وعياً وإدراكاً لما يراد بهم, فلم يتواجهوا مع بعضهم ولم يقتل بعضهم الآخر كما هو في تصورات الكثير ممن لم يتابعوا مجريات الأحداث عن قرب.. وأبناء تعز لم يعتدوا على أحد ولكنهم استهدفوا من قبل النظام بالقتل وإحراق ساحتهم في سابقة لم تحدث لأي ساحة من ساحات الحرية والتغيير المنتشرة في مختلف محافظات الجمهورية, فكان ردهم في حدود الدفاع عن النفس والعرض ورد الاعتبار لكرامة محافظتهم واستمروا في ثورتهم السلمية رغم المخاطر والاستهداف الممنهج..
وللأمانة والتاريخ, فقد كان مشايخ تعز ووجهائها ومثقفوها أشد وعياً من أي وقت مضى وأكثر حرصاً على سلامة تعز وأمنها, رغم ما كان مرسوماً من مخطط تدميري شامل لضرب بعضهم ببعض انتقاماً من تعز ومن مواقفها الثورية.. وحتى يكون كلامي أكثر دقة واقعية فربما حصلت حالات فردية من أشخاص تجاوزوا الحدود القيمية ضد إخوانهم الثوار ولكنها حالات نادرة والنادر لا حكم له.. حتى إنه في اشد المواجهات والقصف على تعز بمختلف الأسلحة بلغنا بأن هناك استهدافاً للثوار ورماية صادرة من أحد أسطح المنازل التابع لأحد المشايخ الذين لا زالوا موالين للنظام, فتم الاتصال به وإذا به يرد علي بمسئولية ويقول" تأكدوا وإذا حصل أي إطلاق نار من سطح منزلي فأنا أتحمل كامل المسئولية والتبعات وأرجو أن تكلف شخصين من قبلك للإشراف والمراقبة بشكل دائم وسأدفع تكاليف أجرتهما".. واعتقد أن هذا الكلام منصف وأنا هنا لا انفي أن يكون قد حصل من البعض عدواناً ضد الثوار أو رماية ولكن علينا أن لانطلق الأحكام جزافاً, بل من عنده الدليل على ذلك يقدمه وكلنا مع الحق والقضاء هو الفيصل..
أما تعز وما أصابها من ضرر فقد كان بهمجية بربرية حاقدة استخدم فيها مختلف الأسلحة من قبل المعسكرات, فاستخدموا القصف العشوائي والقنص وكل أساليب الدمار ولم يفرقوا بين صغير وكبير ولا بين رجل وامرأة ولا بين ثائر وموالي للنظام.. فكان الجرح بليغاً والدمار كبيراً والحقد على تعز وأبنائها أكبر..
وللأمانة أيضاً فإن الذين كانوا متعايشين مع أبناء تعز من أبناء المحافظات الأخرى ممن اختلطوا مع أبناء المحافظة كانوا أيضاً حريصين على حفظ الدماء والأرواح سواء كانوا عسكريين أو مدنيين ويحملون نفس مشاعر أبناء المحافظة ويتألمون لألمهم ولم يخلُ الأمر من القلة القليلة التي شذت عن هذه القاعدة ونزعت إلى العدوان وهم في حكم النادر.. لذلك اضطر النظام آن ذاك إلى استقدام مسئولين وجنود وضباط جدد من خارج المحافظة وعبأهم بكل وسائل التعبئة والحقد على تعز وأبنائها وأعطاهم صوراً مشوهة عن المواطن في تعز ليحفزهم على القتل وارتكاب الجرائم بضمائر مرتاحة وكأنهم يواجهون العدو الصهيوني أو أي عدو غاصب.
يا أبناء تعز الأحرار: إن الاستهداف لتعز مازال قائماً وعليكم بمختلف توجهاتكم الاستيقاظ وإدراك ما يحاك ضدكم ومن خلال استهدافكم يستهدف الوطن كله, لأن تعز وأبنائها قدرهم أن مشروعهم مشروع وطني يشمل الوطن كله وإذا أصيبت تعز أصيب الوطن كله.
فيا أبناء تعز نحن اليوم بأمس الحاجة للتلاحم والتراص وتفويت الفرصة على المتربصين بنا ممن يحقدون على الوطن ممثلاً بتعز وأبنائها ولنترك الخلافات والتجاذبات والصراعات التي لا مبرر لها ولننطلق جميعاً لتحقيق أهداف تعز التي هي أهداف كل اليمنيين وعلى الجميع أن يدركوا أن التغيير قدر الله وهو مطلب كل أبناء اليمن وفي مقدمتهم أبناء تعز الذين قدموا فلذات أكبادهم وكل غال ونفيس من أجل تحقيقه, فلنعمل جميعاً من اجل تعز ونخطو الخطوات التالية:
١- التسامح والتصالح بين الجميع بما لم يحرم حلالاً أو يحل حراماً كلبنة أولى لتصالح وتسامح يشمل الوطن كله.
٢- العمل بروح الفريق الواحد من اجل التغيير للأفضل وتأسيس دولة المواطنة المتساوية. 
٣- المطالبة بعزل القتلة وإحالتهم إلى القضاء ليقول كلمته فيهم. 
٤- المطالبة بالشروع الفوري بعزل الفاسدين من كل المرافق الحكومية وتعيين بدلاء عنهم وفق معيار الكفاءة والنزاهة وبما يتناسب مع حجم التضحيات التي قدمتها تعز من دماء أبنائها للوصول إلى مجتمع أفضل خال من المحسوبية والفساد.
٥- الشراكة في اتخاذ القرار بما يحفظ للمحافظة أمنها واستقرارها وذلك من خلال التشاور والتكامل بين السلطة والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات الثورية. 
٦- العمل على جعل تعز مدينة نموذجية خالية من المظاهر المسلحة والمعسكرات المحيطة بها التي لها تجربة مريرة مع تعز وأبنائها وإيكال الجانب الأمني للجهات الأمنية وتعاون المجتمع معها لإرساء دعائم الأمن والاستقرار.
٧- تعزيز الثقة بين كل أبناء تعز بمختلف توجهاتهم وذلك بتكثيف اللقاءات والحوارات الجادة وتسخير وسائل الإعلام المتاحة لتعزيز هذا التوجه وتعميقه, لأن الشعوب لا تبنى ولا تتقدم إلا بالحب والتسامح والعمل الجاد والمخلص.
٨- إنصاف أسر الشهداء والوقوف معهم ومعرفة الحقيقة بكشف المجرمين من خلال قضاء عادل ومن ثم جبر الضرر ورعاية أسر الشهداء وتخليد ذكراهم.
٩- علاج الجرحى وتعويض المتضررين وفق رؤية واضحة ترفع للحكومة ويقف الجميع معها.
١٠- الخروج برؤية وطنية شاملة يضع فيها أبناء المحافظة تصورهم لحل القضية اليمنية, تقدم لمؤتمر الحوار مساهمة منهم في تقديم تصور لمعالجة عملية واقعية تنبثق من روح وطنية ولأن تعز تحظى بمكانة مرموقة وهي محل ثقة لدى جميع أبناء الوطن.. لعل هذه الرؤية تكون حجر الزاوية لحل مجمل قضايا الوطن, فلا نحقر ذلك ونهمله.
أيها التعزيون: إن خطابنا هذا من منطلق حبنا للوطن كل الوطن ونرفض التكريس المناطقي والطائفي والفئوي ولأن تعز عبر تاريخها النضالي تحمل الهم الوطني فأبناء الوطن أجمع ينظرون لكم بإعجاب ويؤملون عليكم الآمال, فاستشعروا هذه المسئولية وانهضوا لتكونوا أنتم صمام أمان الوحدة الوطنية وإرساء دولة المواطنة المتساوية وأنتم أهل لذلك إن قدرتم الإمكانات والمؤهلات التي تتمتعون بها ونهضتم بهمة وطنية عالية.. ولله در القائل
قد رشحوك لأمر إن فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
كما نأمل من الأخ المحافظ أن يعود إلى الرؤية التي قدمت له في بداية الشهر الأول من توليه قيادة المحافظة من قبل التكتل الوطني لأعيان تعز لأحرار والتي تضمنت مجمل القضايا الهامة للمحافظة.. لنتعاون جميعاً على تنفيذ بنودها وفق برنامج مزمن بحسب ما تم الاتفاق عليه بشأنها مع الأخ المحافظ في حينه, مع تطبيق ميثاق الشرف الذي تم التوقيع عليه من قبل الجميع بشهر رمضان من العام المنصرم.. وليكن شعارنا مقترنا بسلوكنا (تعز وكل الوطن في حدقات أعيننا).                    
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد