كشفت وسائل الإعلام اليوم عن اعتراض القوات اليمنية قبل أيام سفينة تحمل شحنة كبيرة من الأسلحة من بينها صواريخ أرض- جو كانت قادمة من إيران ومرسلة إلى المتمردين الحوثيين وتحتوي تلك الشحنة متفجرات للاستخدامات العسكرية وقذائف صاروخية ومعدات لصنع القنابل وهذا الحدث بدوره يؤكد استمرار السياسة الإيرانية المعادية لليمن واستمرار تدفق الأسلحة الإيرانية للمتمردين الحوثيين الذين لوح زعيمهم في إحتفال سياسي مؤخرا بالحرب لانتزاع كرسي الحكم من السلطة الحالية لأنه ــ بحسب زعمه ــ حق إلهي لهم خصهم الله به .!!
نحن نريد الاستقرار واستتاب الأمن وأن تودع بلادنا الحروب والمشاكل وتدخل في عهد جديد من البناء والتنمية والاستقرار ويريد المتمرد الحوثي ومليشياته المسلحة السلطة بأي وسيلة وبأي ثمن ولو بإدخال البلد في مستنقع الحروب والمشاكل والفوضى المهم أن يستولي على السلطة التي هي أكبر همه ومبلغ علمه وغاية رغبته ولو على جثث أبناء اليمن جميعاً.
حقا إن التاريخ يعيد نفسه لقد حكم الأئمة اليمن على مدى أكثر من ألف عام لم تعرف فيها هذه البلاد خلال كل تلك الفترة الاستقرار والأمن, فقد كان أولئك الأئمة المتصارعون على السلطة والمتنازعون على كرسي الحكم يحاربون بعضهم بعضاً ويستخدمون القبائل الموالية لهم لمحاربة القبائل غير الموالية لهم وبين كل فترة وأخرى يخرج على الناس إمام من هؤلاء يدعو لنفسه كإمام على أهل اليمن ويتهم الإمام الحاكم بأنه يوالي الكفار وأنه ليس من آل البيت النبوي مثله وأنه قد خرج من المذهب وغيرها من الاتهامات ويستخدم من تعترف به وتواليه من القبائل والشخصيات لمحاربة الإمام الحاكم وهكذا سلسلة مريرة من الحروب والمشاكل والفوضى وإراقة الدماء وإزهاق الأرواح لإشباع رغبات أشخاص طامعين بالسلطة ويتخذون من انتسابهم للهاشميين ومن أخطاء الآخرين وهم من نفس المذهب ذريعة للخروج على الحاكم وقتاله وهكذا دواليك واليوم يعيد التاريخ نفسه حين يريد الحوثي السلطة ويردد نفس الاتهامات ونفس الخطاب " السلطة لآل البيت " " هؤلاء عملاء لليهود والنصارى " " اليمن تحت الهيمنة الأجنبية " وغيرها من الشعارات التي يتذرع بها للوصول للسلطة وينساق خلفه قطيع من "الزنابيل" والمغرر بهم من الذين صدقوا بالفعل أن السيد يريد فعلاً تحرير اليمن من الهيمنة الغربية وأنه ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه ومن والاه وسلم في حالة غير مسبوقة من الاستخفاف بالعقول والتغرير بالناس وخداعهم للوصول للسلطة.!!
والجديد اليوم أن هذه العصابة المسلحة المتمردة والتي تسعى للسلطة بأي وسيلة قد وجدت دولة لديها إمكانيات كإيران تدعمها بالسلاح والمليارات وتزودها بالخبراء وتقيم لمليشياتها دورات من التدريب والتأهيل فإيران تريد تحويل اليمن لجبهة صراع وتصفية حسابات مع دول الخليج وإيجاد حليف لهم باليمن بدلا عن نظام بشار الأسد الراحل حتما عن السلطة بسوريا كل هذا على حساب أرواح أبناء اليمن وأمنهم واستقرارهم وما هذه المليشيات المسلحة والعصابة المتمردة إلا مجرد أدوات.
قبل أسابيع قال السفيه الإيراني بصنعاء: إن إيران لا تتدخل بالشأن اليمني.. وزاد على هذا ساخراً : ماذا لديكم حتى نتجسس عليكم هل لديكم مفاعلات نووية أم اقتصاد قوي؟!!, وهذا الكذاب الأشر الذي يعتبر الكذب جزءاً من دينه ( تقية ) يكذب في وضح النهار ويسيء لليمن وهو يعلم أن السلطة اليمنية لن تفعل له شيئاً ولو أساء لأبناء اليمن وشتمهم وسب آبائهم وأمهاتهم, فلا حياة لمن تنادي .
وهذا الشحنات من الأسلحة الإيرانية تعتبر رد عملي على أكاذيبه وشهادة من الواقع تؤكد أن إغلاق السفارة الإيرانية ضرورة وطنية تصب في مصلحة هذا البلد وأمنه واستقراره فهذه السفارة لم تحترم لتقاليد والأعراف الدبلوماسية وتجاوزت كل حدودها وتعمل كوكر تخريبي يشتغل ليل نهار ضد أمن اليمن واستقراره ووحدته وضد مصالح اليمن دون أن تحرك الجهات الرسمية ساكنا للأسف الشديد..
فهل تستجيب السلطة لهذا النداء الوطني الصادق وتحترم الإرادة الشعبية التي ترفض هذه الإساءات الإيرانية والسياسات العدائية الإيرانية والتي تعمل منذ سنوات للإضرار بمصالح اليمن وأمنه واستقراره وتغلق السفارة الإيرانية ؟!!.. نتمنى ذلك .
محمد مصطفى العمراني
إغلاق السفارة الإيرانية ضرورة وطنية عاجلة 1956