;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

ماما.. هل لديك المزيد من الخرافة؟! 1664

2013-01-29 15:37:56


أعتاد "أحمد" - آخر أبنائي الذي لم يتجاوز الثامنة - أن أحكي له حكاية قبل النوم وهي اللحظات ذاتها التي أراها أنا لحظات التقاط الأنفاس بعد عناء يوم طويل في مجال العمل الوظيفي والطوعي والاجتماعي الذي ليس له نهاية.
وبالرغم من حبي لتلك اللحظات التي أعيشها في اكتشاف حجم مخيلتي ومخيلة "حمادة" إلا أنني أجد نفسي أحياناً في مأزق كبير أمام أسئلته التي لا أجد لها إجابة وأيضاً أجدني في مأزق أمام البحث عن فكرة جديد تحمل قيمة أو مبدأ تربوي عميق حتى لا تكون حكاياتي تلك خالية من الفائدة, كما هي أفلام ومسلسلات الأطفال الكرتونية وغير الكرتونية في وقتنا الحاضر..
قبل أيام وأنا أحكي تلك الحكاية الليلة وجدت نفسي في زقاقٍ ضيق على خارطة الحكاية فلم أجد أمامي حلاً إلا التقاط بعض الصور من هنا وبعض المشاهد وردود الأفعال المثيرة من هناك حتى أنني فشلت في إيجاد نهاية مناسبة لقصة حصان أبي أن يعيش حبيساً لعربة الأميرة وكأنه عبد مكبل بالسلاسل ثم وجدت حمادة يسألني باستغراب: هل يتحدث الحصان عن الحرية كما يتحدث عنها الناس؟! وكيف يكره أن يبقى حبيساً لتلك العربة وقد كانت الأميرة كريمة معه إلى أبعد الحدود؟!.. وجدتني أغرق "في شبر ماء" كما يقولون فاتخذت من النعاس ذريعة للهروب من تلك الأسئلة التي تسعى للبحث عن نهاية سعيدة لم أجدها قريبة في خيالي لأختم بها مساءً مشحوناً بالبراءة, وما هي إلا لحظات حتى نفذ صبر حمادة ليسألني وكأنه رجل راشد: ماما هل لديك المزيد من الخرافة؟!.. خُرافة؟! ماذا تقصد بخرافة؟ هكذا أجبته وأنا أخفي ضحكة كبيرة يرتعش لها قلبي, فأردف قائلاً: أنا أعلم يا ماما أن حكاياتك كلها خرافات, لأن الحيوانات لا تتكلم ولا يوجد في الدنيا أقزام والعجوز التي تفتش في بطوننا عن طعام العشاء ووحش البحيرة الذي يظهر للأطفال الذين يهملون في نظافة أجسامهم ويتناولون الأطعمة المكشوفة.. كل هذا خرافات لكن شكراً لأنك تشعريني بالتسلية قبل أن أنام!.
طبعاً أنا لم أتكلم واستسلمت للنوم وحتى هذه اللحظة لا أجد ردة فعل مناسبة تجاه هذا الصغير الذي أستطاع أن يكشف حيلتي ويفضح نيتي حول حكايات أنسجها لغاية في نفسي وأنسى أن الفطرة يمكن أن ترى الحقيقة بعينها, خاصة عند هؤلاء الأطفال.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد