ينتشر الطلاق في الآونة الأخيرة كانتشار الوفاء الخبيث دون أن يجد من أصحاب الشأن والرأي والمشورة والاختصاص أي محاولة توجيه أو إنقاذ وكأنه مرض عابر يٌرجى شفاؤه ويؤمل علاجه لكن وبكل أسف نقول إن الطلاق وباء قاتل, خاصة في وجود أطفال لا يزالوا في طور البناء النفسي والجسدي أيضاً. ولا ندري في الحقيقة لماذا أصبح الطلاق أول الحلول التي ينشدها الزوجان في وجود خلافات أسرية من أي نوع كانت ولا ندري لماذا أصبحت كلمة "طالق" أهون ما تكون لدى الرجل الذي يناط به أمانة هذه الكلمة وعدم استخدامها كسلاح يبقي المرأة تحت التهديد.
وبالرغم من رفضنا الشديد لمسألة الـ "حنق" وإقحام الأهل في مشاكل الزوجين, إلا أن الحنق يبقى أفضل حل في حال وصل الخلاف إلى أقصى درجة يمكن تصورها هذا على المستوى العام والدارج لكن على المستوى النفسي والأسري التخصيص فأن خروج الرجل مؤقتاً في "إجازة زوجية" من المنزل يعد من أسباب الخلاف والوقوف عليها بجدية ربما لأن خروج المرأة من المنزل يعني ضياع أولاد أولاً ولأنه يعطي الرجل حلولاً سريعة للتمكن, ضعف المرأة وقلة حيلتها, فيأتي بسواها إلى المنزل رغماً عنها وهنا تصبح عودة المرأة إلى المنزل صعبة جداً, بالإضافة إلى أن خروج الرجل فيه نوع من الشهامة وربما رأت فيه المرأة شيئاً من التضحية لأجلها وأطفالها ونوعاً من الاحترام لعشرتها, فراجعت نفسها وعدلت من سلوكها وحاولت أن تعيده إلى عشه الهادئ دون أي معوقات.
85% من مشاكلنا الزوجية لا ينبغي أن تغادر حجرات نومنا بحسب رأي المختصين بهذا الشأن لأنها مشاكل لا ترقى لحد ضرورة الانفصال أو الطلاق الذي هو أبغض الحلال إلى الله ولكن بسبب وجود وسائل الاتصال والتواصل وعدم وجود الوعي الكافي بضرورة السرية التامة حلول خلافاتنا الزوجية تصبح بيوتنا مراراً لأهل الزوج والزوجة ويستمر الحال على ما هو عليه حتى تكن خراباً كبيوت الشياطين ليس للهدوء والسكينة فيها أدنى نصيب.
وأنا أتسأل دائماً هل الشيطان هو المسؤول عما يحدث كما يقول اغلب الرجال والنساء؟! وإذا كنا جميعاً نعرف تلك الشفرة التي تحرق الشيطان وتبعده عن طريقنا, فلماذا لا نستخدمها لحظة الحاجة القصوى إليها؟!, طيب هل القدر هو المسؤول أيضاً عما يحدث في أمر الطلاق كما يجزم الناس كل الناس أيضاً؟! وإذا علمنا أن تفكك الأواصر الزوجية وتشرد الأبناء شر تقترفه أيدينا وما أصاب الإنسان من شر فهو من عند نفسه بإقرار القرآن الكريم, بذلك فهل تبقى التهمة معلقة بالقدر والشيطان والمسألة فيها ما فيها من أمر ضياع الأبناء وانحرافهم في كثير من الحالات؟!.
لماذا لا يقول الرجل لزوجته عند الغضب الشديد العارم الذي قد يفضي إلى الطلاق "أذهبي وأنت حانق" بدلاً من أذهبي وأنت طالق"؟! لماذا لا يكون الزواج عهداً وأمانة وذمة بدلاً من أن يبقى كما هو اليوم مجرد صفقة موقعة بشرط جزائي.