من أقدم ما عرفه الإنسان في هذه الحياة هو الحب المتبادل بين الأم وأبنائها، ويعجز الكثير عن التعبير عنه مهما كانت درجة البلاغة والوصف عنده، فلماذا نحن لا نحب أرضنا مثل محبة الأم لأبنائها والأبناء لأمهم؟ أليست هذه الأرض مثل الأم لنا تحضننا جميعاً؟ فلماذا البعض منا يدّعي بما ليس حق أن يدّعي به؟.. نحن كلنا أبناء هذا الوطن الغالي علينا، ولو دخل علينا دخيل.. ألسنا كنا سنقدم كل غالٍ ونفيس فداء لهذا الوطن الحبيب؟ ألسنا سنكون يداً واحدة ضد من يريد أن يحتل وطننا الغالي؟ وسنكون عصاً واحدة ضد الدخيل الأجنبي.. مهما كانت حينها العداوة بيننا فسنرجع ونصبح عند المحنة جسداً واحداً وصفاً واحداً, لأن هذا الوطن هو الأم ويستحق أن نقدم من اجله أرواحنا وأولادنا وكل ما نملك..
فهيا يا رجال نصلح أرضنا ونبني وطننا, فليس لنا وطنُ سواه، وكل من يفكر بغير هذا فليس منا، ومن يجعل بيننا التفرقة فهو عدو لنا وللوطن، فاحذروا.. عندما يأتي شخص إليك يسألك من أين أنت ومن أي محافظة.. فاعلم يا أخي اليمني أن هذا ما يريد إلا التفرقة والعنصرية، وديننا يخبرنا ويأمرنا أنه لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى، فلا تجعل أخي اليمني للفتنة طريقاً إلى قلبك، ولا تسعى بها، فالفتنة أشد من القتل، ولا تسمح لأحد أياً كان أن يملأ رأسك بالتحريض على أي يمني، وقل له كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم :( دعوها ,أي العصبية المناطقية والقبلية والانتماءات, فإنها منتة).. قولوها الآن لكل من يريد فتنة وضياعاً لبلدنا الحبيب-عن قصد أو غير قصد- فالنتيجة واحدة وإذا ضاع الوطن لا قدر الله وين بانلقى وطناً؟، وكما قال الشاعر : يا مضيع الذهب.. بسوق الذهب تلقاه ..ويا مضيع حبيب.. تمر سنة وتنساه.. لكن يا مضيع وطناً.. وين الوطن تلقاه.. وأنا أضيف على قول الشاعر : يا مضيع وطن وين باتلقاه.. برأس البيض أو علي صالح أو الحوثي ..أو..أو..أو؟!.
احمد الدادوح السعيدي
يا مضيع وطناً 1543