التصالح والتسامح خصلة حميدة وهي من مكارم الأخلاق وكمال الإيمان.. ولكن لا يمكن أن يكون التصالح مؤسساً على بغض فأي تصالح يحمل حقداً وكرهاً لإخوان آخرين فإنه يؤسس على فجور من أول يوم وبدايته معصية لله.. ولذلك سيكون بناؤه هشاً على شفا جرف هار.
إخواننا الكرام.. والله إننا نحبكم ونقدمكم على أنفسنا وهذا الكلام لا نريد منه نفاقاً لكسب ودكم ولكن شعوراً منا أنكم ظلمتم في لحظة تاريخية ولم نستطع نصركم لأننا كنا واقعيين بنفس الظلم الذي وقع عليكم فلم نستطع نصرة أنفسنا ولا نصرتكم.. وعندما سنحت الفرصة وآن قدر الله لأن ننتصر على من ظلمنا هبينا جميعاً وأرضيناكم بدماء أبنائنا وأرواحنا حباً منا، لا نريد مقابله شيء.. وانتخبنا رئيساً من الجنوب ورئيس وزراء منكم ومعظم التعيينات الجديدة منكم ونحن في أتم الرضا.. ونادينا ولا زلنا ننادي بإنصافكم بأكثر مما أخذ منكم.. ولكن يا إخواننا نشعر أننا كلما حاولنا القرب منكم إزدتم بعداً.. لم تقدروا هذه المشاعر من قبل كل إخوانكم في المحافظات الشمالية والبعض منكم يتعمد استخدام كلمات جارحة بحق الجميع.. إخواننا الكرام مشاعر الحب الصادرة منا نحوكم نرجو أن لا تحسبوها خطأ وكأننا خائفين على مصالحنا وان رزقنا من المحافظات الجنوبية لا والله ولكنه حب أصيل في النفوس.. حتى إذا سعيتم للانفصال ونجحتم به سنكون قد أبرأنا ذمتنا أمام الله وأمام ضمائرنا ولا تعتقدوا أن حالنا سيكون أسوأ حالاً منكم.. فعبر التاريخ من يتبطر الشيء يعاقبه الله بالحرمان ولا يستقيم حاله فراجعوا حساباتكم بضمير يقض وإيمان بالله عامر.. وفي كل الأحوال سنظل نكن لكم الحب والإخلاص والوفاء.. والله يفعل ما يريد.
عضو مجلس النواب
محمد مقبل الحميري
التصالح والتسامح.. ضرورة وفريضة 1925