نريد من اللواء علي محسن أن يتوج دوره في الثورة بترك السلطة.. لكن ليس من حقه أن يترك دوره الآن قبل أن تنتهي هيكلة الجيش وقبل أن يطمئن الجميع أن الجيش لن يسلم إلى العائلة على طريقة (زدنا عليكم) وعلى هيئة خرج من النافذة وعاد من الباب كمنقذ.. من حق اللواء علي محسن وهو من غامر لاستعادة الجيش من العائلة وأحدث توازناً شكل حماية للثورة أن يعترض على هذه الإرادة للنظام القديم، وهو عندما يقوم بهذا الدور يقوم بواجبه الوطني ويكمل العمل مع الرئيس هادي ووزير دفاعه، ومهما ظهر إلى السطح من تباينات فإنه يمثل توازناً يخفف الضغط على القيادة السياسية في معركة الهيكلة وسيخدم إنقاذ الجيش واليمن لأن إعادة الهيكلة تحتاج إلى ما يشبه الثورة، الثانية وأي تقصير من المعنيين سيعد تفريطا ًبحق الثورة، خاصة إذا كانت العائلة تضغط بتعيين أحمد علي قائداً للمنطقة المركزية وهو ما يعني عودته لقيادة الحرس الجمهوري تحت اسم المنطقة المركزية لنصبح أمام استخفاف يشبه (القطرنة )يستفز الشعب بصورة لا أحد يتكهن بتداعياتها...
الحملة على علي محسن من إعلام العائلة تضع أكثر من علامة استفهام على وجود مؤامرة على الثورة والتغيير وعلى وجود نية للالتفاف على جهود الرئيس هادي في الهيكلة، وهذا ما ظهر واضحاً من الحملة الشرسة من إعلام العائلة على اللواء علي محسن وتصوير أحمد علي بـ(المنقذ) وهو كلام فيه تبسيط وإساءة للشعب والثورة واستخفاف بوعي الناس...
ومن غير المعقول أن يذهب الناس بليلة وضحاها ضحية سهلة لإعلام العائلة بعد أن انتصروا على مدافعها ودباباتها، فنتصور أن المعركة أصبح فيها الذئب راعياً والثعلب بطلاً وأحمد علي منقذاً وثائراً وعلي محسن متمرداً ومسئولاً عن مجزرة الكرامة ومن يظن أن الثوار والشعب يسهل سلقهم بهذه البساطة فهو واهم...ليحاكم علي محسن عن أي مخالفات أو تهم لكن لا يمكن أن يحاكم أو يعاقب على موقفه من الثورة..
لنقل جميعاً لعلي محسن أحسنت وعليك أن ترتاح وتتوج موقفك المشرف من الثورة بعيداً، تكتب مذكراتك لكن ليس قبل أن نطمئن على أن الذئاب قد خرجوا من (الديمة) ليخرجوا جميعاً، لكن الخطوة الأولى للعائلة والمشمولين بالحصانة ومن ذبحوا الناس قبل وبعد توقيع المبادرة.. نحن لا نحرص على أشخاص وإنما على وطن لكن لا يمكن أن يكون الشعب اليمني لئيماً إلى درجة أن نواجه الحسنة بالسيئة..لا أعرف علي محسن ولا صلة لي معه لا من قريب ولا من بعيد، غير أن صلتي به مثل أي يمني عرفه يوم إعلان انضمامه للثورة في ذاك الظرف العصيب ورأى فيه الجميع حينها موقفاً وطنياً نبيلاً وفّر كثيراً من الدماء، بل وعمل هو وزملاؤه المنضمون للثورة من سنحان تحديداً ومن حاشد من الضباط وزعماء القبائل على إنقاذ اليمن من حرب قبلية وأهلية و(مطالع ومنزل) كان النظام يريد أن يهرب بها وكانت وشيكة الوقوع لتدمر الأخضر واليابس وحقق الجيش المؤيد للثورة توازناً أوصلنا مع شباب الساحات إلى تنفيذ المبادرة وتوقيعها والرحيل وإتمام الانتخابات الرئاسية...
لا يمكن أن ننسى بهذه السذاجة وأن ننساق مع خصومه وخصوم الثورة لنجد أنفسنا نعاقب الرجل على موقفه ونعمل ضد أهداف الثورة... أقول هذا وأنا أدعو إلى حماية المستقبل من الصراع على رؤوس الناس وعلى حساب الدولة عن طريق قانون عزل سياسي لكل رموز العهد السابق من الانخراط في العمل السياسي والعسكري، ينزع فتيل الصراع والأحقاد.
أحمد عثمان
عن اللواء علي محسن 2135