;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

تصبحون على خير، تمسون على حُب! 2908

2012-12-31 08:04:24


يُصبح الإنسان على ما يمسي عليه، وكلنا جرب كيف يمكن أن يفتح عيناه كل صباح دون أن يكون لآخر مشاهد المساء تأثير على هذا الصباح المفعم بالتعاسة أو السعادة وفق تلك اللقطات المنحوتة على جدار الذاكرة بعناية، ولهذا ينصح علماء النفس دائماً بالانشغال عن حدثٍ ما يفقدنا القدرة على النوم بهدوء بالقراءة الصامتة المتأملة قبل النوم أو ممارسة أحد تمارين الاسترخاء التي تبنى على التأمل والاستعراض العقلي، أما علماء التغذية فيحذرون باستمرار من عدم إرهاق المعدة مساءً بوجبة عشاء ثقيلة، لما قد تسببه من إزعاج للإنسان أثناء نومه ويركز هؤلاء وفق الانتماء لتخصصهم على ضرورة احتساء كوب من الأعشاب المهدئة للأعصاب والمسببة للنوم، كعشبة البابونج مثلاً، أو تناول طبق من فاكهه استوائية كالخربز (الشمام) مع ثلاث ملاعق كبيرة من الزبادي وملعقة صغيرة من العسل وهذه الوجبة في الحقيقة مجربة وناجحة في استدراج النوم إلى شباكنا المؤرقة. المتخصصون في التنمية البشرية يدلون بدلوهم أيضاً في هذا المضمار وينصحون بعدم اللجوء لتصفية الحسابات مع النفس مساءً فيما يخص إخفاقاتها أو هفواتها الصغيرة، معززين ذلك بمهارة قيادة الذات وسرعة انتقالها من أجواء الفشل إلى أجواء النجاح لحظياً، لكن الإنسان في نهاية الأمر طبيب نفسه وما كان ناجحاً في التخفيف من معاناة شخصٍ ما قد يكون سبباً لإقلاق الطمأنينة عند شخصٍ آخر، ولهذا فإن أفضل ما يمكن أن يكون دواءً للجميع هو تلك الأذكار من الكتاب والسنة التي نتمتع بها في أنفسنا قبل النوم والتي من شأنها أن تنقلنا إلى عالم أحلام ورؤى مريحة للنفس قد نستيقظ على إثرها في مأمنٍ من هم أمسنا نخشى أن نصبح عليه ولهذا فإن الاستلقاء على الفراش والتهيؤ للنوم فن أيضاً، فجسدك ليس ورقة ممزقة والنوم ليس سلة مهملات، جسدك ليس ثوباً متسخاً بالبقع والنوم ليس آلة غسيل!، النوم لباس وسُبات (بضم السين) وراحة واطمئنان.. ولهذا كان واجباً على كل إنسان إذا كان يحترم جسده الذي يحوي نفسه وروحه أن يراعي حق هذا الجسد عند النوم في نظافته وارتدائه الفضفاض من الثياب واقتناعه بوثارة الفراش وتهيئته للراحة وليس للتعب.. النوم الجيد يدفعنا لعملٍ جيد يوماً بعد يوم، وبالإضافة إلى ملائمة الفراش لنوم هانئ وجب تهيئة النفس أيضاً بقراءة بعض الآيات المحددة في سنتنا النبوية مع ما يتبعها من الأدعية المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم وسنجد أننا قد ندلف إلى عالم النوم ودنيا الأحلام حتى قبل أن نكمل قراءة تلك الآيات والأدعية بهدوء وتأمل واسترخاء، لنجد بعد عدة ساعات أننا نستيقظ ونحن نرددها بنفس الهدوء والاسترخاء، بل والشعور بالسعادة والاطمئنان وحب الانطلاق للعمل.. فأحبوا أنفسكم بإعطائها الطيب من المال والطعام والراحة، فنحن في النهاية من نصنع أنفساً مطمأنة وأرواحاً دافئة تسكن أجسادنا بصمت إلى أن يأتيها أمر ربها.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد