أعوام مضت على اغتيال الشهيد/ جار الله عمر- مهندس اللقاء المشترك - السياسي الفذ ، والقائد الهمام، الذي أعاد للعمل السياسي اعتباره بعد أن كان مشتتا مجزءاً منغلق على ذاته يناضل بانفراد على مستوى كل حزب على حدة للنخر في جسد الاستبداد بمعاول متفرقه، ونجح هذا الرجل في تجميع الهم المشترك في مشروع وطني لا يزال بأبهى حلة عصياً على محاولات الإلغاء والتهميش والطمس.
اللقاء المشترك اليوم أصبح نموذجاً يحتذى به، حاضراً بقوة في المشهد السياسي اليمني، لاعباً محترفاً، يجيد التحرك وفق قواعد اللعب النظيف بعد أن كان الفريق الآخر يخالف أبسط هذه القواعد ويرتكب المخالفات تلو المخالفات بدءا من الكرت الأصفر وصولاً للكرت الأحمر بإشهاره في وجه من قبل الحكم مؤذناً بانتهاء وقت اللعب المسموح به وخروجه نهائياً من الملعب .
كسب المشترك البطولة بتسجيل أهدافه النظيفة بشباك الخصم وبركلات الترجيح أيضاً ويحاول الخصم اليوم جاهداً الدخول للملعب وخوض المنافسة من جديد بعد محاولات التأهيل بمنحه شوطين إضافيين لعل وعسى يعود للملعب محتكما لقواعد اللعبة وتحت أنظار الجماهير ولا أظنه يفعل .
النضال المشترك اليوم استطاع وبجدارة تهيئة الملعب السياسي باحتكامه للعمل السلمي ولغة العقل والحكمة قاطعاً الطريق على أصحاب المشاريع الضيقة، ودعوات العنف إد ليس أمامهم إلا الاحتكام للعمل السياسي السلمي والمدني والذي سيتوج بالحوار الوطني المرتقب بعد أن أضحى مطلباً إقليمياً ودولياً، بما يؤكد نجاح نهج المشترك وصوابيه خطأه للتحول الجديد الذي ينتظره اليمنيون لصياغة مستقبل أفضل .
يحاول البعض الإيحاء بقرب انفراط عقد المشترك, مستشهداً بأحداث هنا، أو تباينات هناك، وهي وإن وجدت فإنها تبقى ظواهر صحية وطبيعية في طريق ولادة التغيير القادم وضمن مخاضاته بعد أن فتحت آفاق العمل السياسي رحبة، واتسعت ميادين اللعبة وكالعادة يثبت هذا المشروع فتوته وحيويته بتجاوز منحنيات الاختلاف والتركيز على نقاط الالتقاء كما بدا واضحاً للمراقبين في التباينات التي برزت للسطح في بعض تكوينات اللقاء المشترك في محافظة إب مؤخراً وسرعان ما اختفت هذه البثور بحنكة قيادته ليعود الجسد سليماً كما كان .
هذه التجربة الفريدة والرائدة ولدت لتبقى ولا بد لها من الاستمرارية والبقاء بعد أن أعطت بعض ثمارها والبقية في الطريق ستأتي حتماً.
يوسف الدعاس
المشترك ..الفاعلية واستمرار الحضور 1725