تصلني رسائل عبر بريد القراء خاصتي على "أخبار اليوم" وأحتار كثيراً في وصف بعض المشاعر فيها حيث يصل بعضها من ما وصل ويصف بعضها مشاعر البغض والكراهية وصفاً أعجز عن فهم أسبابه ودوافعه، حتى لأصل من ذلك حد الدهشة والغرابة، لكنني وفي تحليل بعض ذلك الحب والكره أجدني أمام كتلة عظمية من المشاعر المختلطة التي أرى فيها أبنائي الشباب يحتارون حد الجدال في تصويب القرار أو تخطيئه وهم بين مؤيدٍ ومعارض لهذه القضية أو تلك.. بعضهم يتهمني بالرجعية، لأنني أرفض العلاقات الناشئة عبر أدوات تكنولوجية صماء خالية من المشاعر وآخرون يرون في هذا الرفض تأييداً لتوجهاتهم في ضرورة عقلنة المشاعر وتنزيهها عن مجرد النشوء بالصدفة، بعضهم يراني إما حريصة على مستقبل أبنائها الذين يتوقف على صلاحهم صلاح المجتمع وآخرون يرون فيما أكتب من مقالات أو استشارات دفعاً بالشباب إلى الهاوية وأولئك هم من يقرؤون عادةً نصف الصفحة العلوي أو السفلي وفق وجهات نظر مسبقة وغير مسؤولة.. أما أنا فصدري يكاد يكون عالماً يستوعب هؤلاء وأولئك من كل لون وشكل، وطيف فهم في آخر المطاف أبنائي أو إخواني أو آبائي ولا يعلم أحدهم قدر السعادة التي أشعر في هذا التجاوب بيني وبينهم سواءً كانوا معي أو ضدي، فهم في نهاية المطاف تلك النتيجة التي أسعى إلى الوصول إليها مهما كانت ضيقة أو مرنة، عادلة أو مجحفة في حقي، فالمهم أني أعيش مع كلماتهم اللينة أو القاسية تلك لحظات لا توصف من التوافق مع نفسي والتصالح معها إلى أقصى درجة، فالذين أحبوا ما كتبت وما قدمت من استشارات ورأوا فيها حلولاً لمعاناتهم وأخذوها على محمل الجدية والتطبيق لكنهم أسرفوا بعض الشيء في وصف باقة المشاعر الطيبة التي يحملونها لي، أقول لهم: أحبكم الله الذي أحببتموني فيه حتى وإن لم يكن حبهم لي في الله ولله فأنا في نهاية المطاف أم لهم واستطيع أن أغربل مشاعرهم وأصل إلى حقيقتها البريئة بحسن نيتي وحسن ظني بهم.. وأما الذين جادلوا وأكثروا من الجدال حول ما أكتب من مقالات أو استشارات، فأقول لهم: أشكركم من كل قلبي ولأنكم ساهمتم في وضع اليد على الجرح وكنتم خير معلم لخير تلميذ! وبقي أن الفت نظر قرائي الكرام إلى أن سعادتي لا توصف حين اقرأ رسائلهم البريدية المعربة عن نجاح حققوه بفضل الله.. ثم بفضل استشاره قدمتها من أعماقي بكل حب ورجاء في أن تصل إلى قلب القارئ وعقله، ولعل أكثر من يجب أن يُخص بالشكر هؤلاء الجنود المجهولون خلف كواليس "أخبار اليوم" الذين جعلوا للأسرة والشباب منبراً على صحيفة تجمع باقة الهموم السياسية اليومية التي يعيشها الشعب وفق رؤية حيادية صادقة، فشكراً لكم ولهم والله أولاً قبل هذا وذاك، أن جعل بيني وبين الناس جسراً للتواصل والتوجيه، بما يعود على هذا المجتمع الوليد في أحضان الديمقراطية بكل خير وسلام وسمو وشموخ.
ألطاف الأهدل
أحبّكم الله الذي احببتموني فيه 2168