أختلف مع من يقولون بأننا شعب عصي على التحضر، هناك أمثلة أكثر من أن تحصر تؤكد عكس ما يذهب إليه البعض من الذين يمارسون جلد الذات وتحويل الشعب لشماعة يعلقون عليها كل فشل أو قصور.
في حملة نظافة العاصمة في 12/ 12 / 2012م أشترك ما يقارب ربع مليون شخص طوعياً في هذه الحملة ونبني على هذا أن الشعب مؤهل للنهوض والتحضر متى وجد مبادرات من هذا القبيل ومتى كانت السلطة سباقة إلى تقديم المبادرات النهضوية.
في ماليزيا على سبيل المثال كان مهاتير محمد سباقاً لإشراك عموم فئات الشعب في جوانب هامة من النهضة الماليزية، كان يبادر بنفسه وينزل إلى الشارع ويقوم بغرس النخيل وتشجير الشارع، فتتبعه الجماهير الغفيرة.
الشعب اليمني مؤهل للنهوض والتحضر متى وجد السلطة سباقة لتطبيق النظام والقانون وعلى الجميع وفي البداية على رأس النظام ومقربيه ومتى وجد الشعب حملة توعية ناجحة في كل وسائل الإعلام يشترك فيها المسئولون والعلماء وسائر النخبة.
صحيح أن هناك من أبناء الشعب من وقف مع نظام صالح الفاسد المتخلف إبان الثورة الشبابية السلمية وما يزالون ولكن هؤلاء إما أصحاب مصالح يخافون عليها أو مغرر بهم نتيجة إعلام ذلك النظام وهؤلاء بحاجة إلى تأمين حقوقهم المشروعة وتوعيتهم بالنقاش والحوار والإعلام الهادف.
الإعلام اليمني الرسمي والأهلي بحاجة لثورة تصحيحية حتى يقوم بدوره في توعية الشعب ليقوم بدوره في المرحلة القادمة مرحلة النهوض والتحضر وحتى يكون فاعلاً في تقويم السلطة ومنع فسادها وانحرافها ومشاركاً معها في المبادرات الإيجابية.
محمد مصطفى العمراني
الإعلام الرسمي بحاجة لثورة 1836