القرارات الأخيرة التي استهدفت توحيد الجيش وإعادة تشكيله وفق رؤية وطنية، هذه القرارات لامست مطالب الثورة وحققت أحد أهدافها الرئيسية وأعادت الاعتبار للقوات المسلحة وقوبلت بترحاب شعبي عارم ورفعت عالياً أسهم الرصيد الشعبي للأخ الرئيس بشكل خاص وحكومة الوفاق بشكل عام وخير دليل على ذلك المسيرات التي انطلقت بشكل تلقائي بمئات الآلاف وكذلك حشود يوم أمس الأول في جمعة تأييد قرارات الرئيس في مختلف ساحات الجمهورية التي شارك فيها الملايين وهذا كله عبارة عن استفتاء شعبي كانت نتيجته التأييد المطلق لهذه القرارات بهذا التدفق الرائع لكل الساحات من مختلف التكوينات والفئات ومن مختلف العمار ذكوراً وإناثاً.
أعتقد أن من فقدوا أبناءهم أو أقرباءهم أو من أصيبوا أثناء الثورة بهذه القرارات، شعروا أن دماءهم ودماء أبنائهم لم تذهب هدراً رغم معاناتهم وما حصل من قصور نحوهم.. وكل فئات الشعب شعرت أن ثمرة الثورة قد وصلت باكورتها.
بالجيش الموحد سندخل الحوار مطمئنين وبالجيش الوطني الموحد ستبنى الدولة التي نطمح إلى تأسيسها وفق أسس المواطنة المتساوية والحقوق المصانة لكل أبناء الشعب.
لذلك علينا أن نتفاءل ونتفاعل مع هذه القرارات تفاعلاً إيجابياً ولا ندع مجالاً للشكوك والتشكيل، فالقرارات ماضية ولن تستطيع أي قوة الوقوف أمام تنفيذها مهما كانت، لأنها صدرت تلبية لإرادة شعب وإرادة الشعوب لا تقهر أبداً، لأنها من إرادة الله..
فتحية للأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أثبت أنه قائد محنك فذ يمتلك الرؤية الوطنية الثاقبة.
و بقدر تأكيدنا على لضرورة سرعة تطبيق هذه القرارات وحصر كل الأسلحة والمعدات بشكل فوري، فإننا نناشد الأخ الرئيس سرعة اتخاذ قرارات أخرى لا تقل أهمية عن هذه القرارات التاريخية تتضمن الشروع الفوري لحل القضايا الحقوقية المطلبية لأبناء المحافظات الجنوبية ممن سرحوا من أعمالهم ظلماً دون استناد لقانون ورد المظالم وإنصاف من لهم حقوق قبل بدء مؤتمر الحوار ولا يختلف اثنان على إنصاف المظلومين ولكون مثل هذه القرارات والإجراءات ستخفف كثيراً من الاحتقان وستساعد على التهيئة النفسية لإنجاح الحوار الوطني.
كما نأمل أن تشمل الرعاية إنصاف أسر الشهداء بالرعاية الكاملة، فمرتب جندي لا يكفي لإعالة أسرة وتسكينها وتلبية احتياجاتها الضرورية للحياة الكريمة بالحد الأدنى، بالإضافة للعناية بالجرحى وإنهاء معاناة المخفيينن قسرياً ولا ننسى العسكريين المنضمين للثورة الذين عوقبوا بتوقيف مرتباتهم لأكثر من عام ونصف والبعض منهم لم يستلموا مرتباتهم حتى الآن، فآن الأوان لإنصافهم.
هذه قضايا إنسانية عاجلة لا تحتمل التأخير ونحن واثقون بأن الأخ الرئيس وحكومة الوفاق سيولونها اهتماماً خاصاً وعاجلاً حتى تكتمل فرحة الشعب وهي من صميم واجبات الرئاسة وحكومة الوفاق والقيادات الوطنية المؤمنة بالتغيير.
نكرر التأكيد بأن هذه القرارات التاريخية الشجاعة قد أدخلت الأخ الرئيس التاريخ من أوسع أبوابه وبوأته مكانة عالية في نفوس أبناء الشعب اليمني، كونها كانت تلبية لمطالب إرادة الشعب..
والشعب اليمني يعيش الفرحة الكبيرة بهذه القرارات التاريخية لا ننسى أن نترحم على شهداء الثورة السلمية الأطهار الذين كان لهم الفضل الأول بعد الله بما تحقق وبما يعيشه اليوم شعبنا العظيم من فرحة غامرة بهذا التحول التاريخي.. فنسأل الله لهم الرحمة والخلود.. وللثورة تحقيق كافة أهدافها وللأخ الرئيس التوفيق والسداد.
محمد مقبل الحميري
قرارات الرئيس التاريخية الشجاعة.. والحاجة لقرارات إنسانية عاجلة 2117