;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لهذا تكره المرأة هذا الرجل! 1999

2012-12-18 05:10:55


يتغير العالم من حولنا في كل ثانية, لا شيء يبقى ثابتاً, حتى ما كنا نراه رائعاً بالأمس قد لا يجد للتميز مكاناً أمام أعيننا أو بين أيدينا, نتغير حتى تذبل كل براعمنا اليانعة ونقترب كل يوم من حقيقة الفناء التي لا تدع لنا أمام سطوة تفاصيلها فرصة النضوج ببطء كما تنضج البراكين في أرحام الجبال.
ما كنا نحبه بالأمس يمكن أن نكرهه اليوم ومن كان سبباً في إدخال السعادة على قلوبنا يوماً حالت بيننا وبين الطيران حول مقلتيه فرحاً أقدار السماء التي ليس لنا من بين أيديها مفر إلا الإيمان بها, حتى تلك الأرواح التي نحملها بين جوانحنا تصبح ثقيلة على أجسادنا حتى ليتمنى المرء في ذات لحظة أن يأتيه الموت من حيث لا يحتسب!.
نصبح أحياناً غرباء عن أنفسنا وأجسادنا وتضيق سبل "بضم السين" الوصول إلى مكامن الغربة فينا حتى تختنق كل محاولاتنا في استدراج الأسباب إلى أحضان شباكنا ولكننا على ساحل هذه الغربة نفشل حتى في اصطياد أحزاننا, تزورني رسائل لا حصر لها من نساء كان لهن شركاء وانتهى عقد الشراكة الزوجية إلى إعلان بالإفلاس! يصبحن فاصلة بين جملتين لا تحمل كلتاهما معنى واضحاً, ماضٍ وهبت فيه حياتها لرجل ممحاة لا يترك لها أي ذكرى طيبة ومستقبل تتساقط أوراقه برعاية خريف آسر ليس لوحدة لياليه نهاية, وكما تصبح العداوات أحياناً محطات ود وحب تتحول محطات الحب إلى رحلات عدائية طويلة بين رجل مارس لعبة الفصول الأربعة مع امرأة لا تجيد إلا أن تلعب دور زهرة!.
تكره المرأة ذلك الرجل الذي يقطف شبابها ويشتم أنسام نقائها ويلمس بأنامل قلبه وفاءها, ثم يكون جزائها جزاء سنمار, هجر وبعد ونار!.. الطلاق وثيقة الوفاة العاطفية التي تحمل قرار الانكسار الروحي والتي تحمل توقيع رجل لا يحترم تاريخ امرأة رأت فيه وطناً مقدساً لأنوثتها وأمومتها, ومساحة كافية لانتصاراتها وهزائمها, ومرتعاً خصباً لبراءتها وشقاوتها وعثراتها الباسمة, تكره المرأة ذلك الرجل الذي لا يتذكر أبداً كم وقف دون شرفتها طالباً القرب وإذا به يلقي بها خارج الشرفة حين وجد أنه لا يملك قلباً يسكنها فيه كأي رجل بعد أن أرسلت ظفائرها إليه معلنة القبول.
فبم عساي أنصح وماذا يمكن أن أقول لنساء عشن مع رجال من فصيلة القطط البرية المتوحشة التي تميز علاقتها بإناثها تلك الشراسة القاتلة التي تظهر فجأة بعد تفريغ العاطفة؟! هل يمكن أن تقنع محكوماً بالإعدام أن هذا الحبل المتدلي طوق نجاة؟! هل تستطيع أن توصد أمام الحالمين باب الأفق؟! هل تستطيع أن تقنع كفيفاً بجمال عينيه في نظرك؟!.. للأشخاص والأشياء والأماكن والروائح والنكهات معان خاصة في حياتنا وحين نفقد تلك المسميات فجأة نفقد معانيها أيضاً وتعود واقعاً غريباً عنا كما كانت من قبل أن تمتلكنا أو نمتلكها ولهذا لا جدوى من منح القارب لمن يعيش في صحراء قاحلة ولا فائدة من انتزاع الحب ممن لا يملكه ولا طائل من هدهدة الشفاة التي لا تحركها الكلمات, لا يعود للحياة بأسرها معنى حين تصبح أعواد الثقاب بنادقك وتلك الكؤوس المدهقة بالود أخاديد ومقابر وبعض ما فينا حطام ورماد.. لهذا تكره المرأة هذا الرجل الذي أحال حياتها من عش هادئ جميل إلى تابوت متعفن بقصص النزوات والأنانية بينما كانت ست الحسن نائمة على حلم استقبال الشاطر حسن على سجادة حمراء قانية.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد