منذ أن تأسس تكتل اللقاء المشترك في عام 2003 والنظام السابق برئاسة علي صالح لم يفيق من غوبته التي سببها له هذا التكتل الذي ضم اليسار واليمين وأكبر المكونات السياسية.. فقد كان هذا الائتلاف الأكثر من رائع بمثابة الصدمة القاضية على مشروع التوريث والفساد والتفرّد بالسلطة دون رقيب أو محاسب .. حيث كان الرئيس السابق يضرب كل المكونات السياسية ببعضها البعض, إلا أن عقلاء هذه المكونات وعلى رأسها الإصلاح والإشتراكي لمت بما يحدث وقررت التوحد وتقريب الرؤى وقد كان رائد هذا العمل الشهيد جار الله عمر رحمه الله .. قدّم المشترك طيلة هذه الفترة ما لم يقدمه الكثيرون لخدمة الوطن والمواطن, فقد كان تكتلاً معارضاً واعياً بامتياز بكل
الطرق السلمية والمدنية وهذا ما لا يتناطح عليه خروفان من هنا أو هناك ..
لا أحد ينكر ما قدمه هذا الائتلاف الفريد, إلا أننا وفي الفترة الأخيرة نلاحظ بعض أفراد مكونات هذا التكتل إن لم تكن قادتها تعمل وبمجهود عال ضد نفسها كمن يخرب بيته بيده ... فنلاحظ أن بعضاً ممن ينتمون لبعض أحزاب اللقاء المشترك يخونون أحياناً ويتهمون أحياناً أخرى من هم رفاقهم في النضال وبغير حق أو دليل يثبت كلامهم .. لا يهمنا ذلك بقدر ما يهمنا تماسك الوطن وعدم اهتزازه في لحظة ضعف .. ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن توضح قيادات كل مكونات هذا التكتل مواقفها من الأعمال التي نراها عاكسة الخط تماماً وتمشي عكس التيار من تحالفات مشبوهة أو مماحكات غير منطقية أو تخوين أو ما شابه ذلك من الأعمال الدخيلة, لأننا نرى أن تماسك اللقاء المشترك وعدم تفككه في الوقت الراهن سيخدم الوطن أكثر من ذي سابق وهذا ما يلاحظه ويراه الكثيرين .. أما أن يُضرب هذا التكتل من الداخل أو من أقرب المكونات له فهذه هي المصيبة والداء الذي ليس له دواء غير البتر ... فلا أعتقد بأن قيادات هذا التكتل لا تدرك هذا , إنما من باب الذكرى والتذكير والنصح .. صحيح أنني لست في مقام الناصح, كوني أحد الشباب الذين لم يمارسوا السياسة بعد , لكنني وجدتني مضطراً لأن أوصل هذه الرسالة وأتمنى أن تكون قد وصلت لتكون من الأولويات التي سيهتم بها اللقاء المشترك.. والله من وراء القصد.
صدام الحريبي
اللقاء المشترك !! 1587