مع كل صباح يشع نوره على أرض الوطن الحبيب اليمن.. تنطلق من أفواه الملايين من أبناء الشعب اليمني بهذا الدعاء يا الله يا هادي, أهدنا وأهدي من تولى أمرنا إلى طريق الفلاح والصواب وجنب شعبنا كل مكروه وفاسد وعابث ومندس ومتمنع ولُمْ شملنا وأرجع إلى أهل العقول عقولها وحبب إلى نفوسنا كل عمل ترضاه يعيننا على أمور ديننا ودنيانا.
لا يخفى على أحد ما تمر به بلادنا هذه الأيام من مشاكل ومكايدات ومماحكات سببت الكثير من المآسي والقلاقل والعراقيل التي وقفت حجر عثرة في طريق تطور ونماء الأمة وأوقفت بناء المشاريع النهضوية في شتى مجالات الحياة الخدمية والسياسية والثقافية والعلمية وزد على ذلك أنها أدت إلى عدم قدرة البعض على تأمين القوت الضروري لمقومات الحياة, فجعل الخدمات معطلة وشبه معدومة.
نسأل من الله عز وجل أن يزيل الكربة ويفرج علينا بجلاء هذه الهموم ويسبل علينا برحمته مثلما يفرحنا وجميع خلقه بنزول غيثه الهنيء الذي يغسل قلوب البشر والشجر برحمته الواسعة, ومن على هذه الأرض فأملنا ورجاءنا بالله وحده لا سواه في تخليصنا مما نحن فيه ونقول لمن نال ثقة الأمة التي لم ينلها أحد من قبله فتحتها إياه هذه الأمة الصابرة والصامدة والمستعدة في وضع رؤوسها على الأكف في سبيل الدفاع على أمن واستقرار الوطن الحبيب والغالي على من همه مصلحة الوطن والأمة هذا ونحن على علم بأن بعضاً منا لازالت أهوائهم تراودهم بعدم الإنخراط في مسيرة التصحيح وتطبيق النظام الجمهوري العادل والمنصف كون أدمغتهم قد غلفت بحب الذات وعدم المبالاة بشعور الآخرين, رامية وراء ظهرها مصلحة الأمة والوطن, ظانين بأن توبتهم ورجعوهم عن أعمالهم السابقة سوف تفقدهم الكثير من المصالح والمزايا التي كانوا ينعمون بها دون غيرهم وهذا بالطبع أكيد وليس عيباً ولا عاراً أن يمتنع أي إنسان عن نهب واستباحة ما ليس له فيه حق ولا سلطان, فالحفاظ على ممتلكات الأمة وصونها والعمل على نمائها واجب وطني مقدس.
ولذا يجب علينا أن نعرف بأن هناك رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأن صبر هذه الأمة له حدود وعليهم الإنصياع من أجل اليمن وبحكم أن أهلها أرق قلوباً وألين أفئدة.
نقول إلى هنا وكفى وإلا.. الأرض خيراً من ظاهرها وليعلم الجميع أن القافلة قد دارت عجلتها نحو بناء اليمن الحديث ولا رجعة في ذلك مهما كان الثمن طالما عزائم الرجال الخيرين في هذا الوطن الحبيب راسخة وشامخة شموخ جبال اليمن الشماء.
وأخيراً إننا نؤمن بأن القيادات والزعماء الذين يستنهضون همم شعوبهم بما يقدمون من أفكار ملهمة وقدوة في السلوك وتضحية بالنفس لا تظل نماذجهم حية في ذاكرة ووجدان شعوبهم وحدها وإنما تشغل مكاناً مرموقاً في ذاكرة البشرية بأسرها والله المستعان, وله الحمد والشكر وحده ونسأله التوفيق.
لطف محمد الغراسي
يا الله.. يا هادي 1629