كنت أود أن أواصل الكتابة في هذا الموضوع امتداداً لما كتبناه في الحلقات الماضية، ولكن شدني ما حدث في مصر من وقوف المعارضة صفاً واحداً ضد القرارات الأخيرة للرئيس المصري الدكتور/ محمد مرسي، بغض النظر هل هم على حق أم هو على حق.
بعد التكتل الأخير للمعارضة ضد هذه القرارات أو ما يسمى بـ(الإعلان الدستوري) شعرت أن مصر قد بدأت بالسير قُدماً نحو الطريق الصحيح، لأن ذلك يؤدي إلى سلطة قوية تشعر برقابة الشعب عليها، وكما فعل رئيس الوزراء التركي المبدع/ رجب طيب أردوغان عندما ذهب إلى البرلمان غاضباً لضعف المعارضة مخاطباً إياهم:"ستكون حكومتنا ضعيفة إذا ضعفت المعارضة"، يفترض أن يسود هذا الفهم الراقي عالمنا المسلم عموماً ودول الربيع العربي بالوجه الخاص لأنها دول التغيير.
ما أتمناه من إخواني حكام مصر أن يسعدوا كثيراً لما يحدث, لأن هذا هو نتاج ثورة قوية أوجدت توازناً قوياً بين الحاكم والمعارضة، وأن لا يغضبهم ما تقوم به المعارضة لأنها تمارس واجبها الوطني, بل ويجب عليهم – أي الحكام- أن تكون صدورهم مفتوحة.
ما أريد قوله هنا أنه لفت انتباهي حركة حزب (المؤتمر الشعبي العام) هذه الأيام من خلال لقاءاته التشاورية، والمؤتمر التأسيسي لحزب التضامن الوطني, متمنياً أن يقتنع المؤتمر بأنه أصبح حزباً معارضاً، وعليه أن يبدأ من الآن بالبحث عن تكتل معارض قوي يكون فيه المؤتمر قطب الرحى، وأن يخرج من مرحلة تمجيد الشخص إلى مرحلة تكوين الحزب بمعايير صحيحة يستطيع من خلالها تثبيت أقدامه ليصبح بالفعل حزباً قوياً في المرحلة القادمة، وأن لا يعيش في وهم السلطة ويخرج من استجرار الماضي حتى لا يضيع عليه الحاضر والمستقبل.
بالطبع سأكون سعيداً إذا ما رأيت حزب المؤتمر الشعبي العام يدخل الانتخابات القادمة بقامة حزبية عالية تُثري التجربة الديمقراطية الوليدة والصحيحة, لنباهي العالم أن اليمنيين بالفعل هم أهل الإيمان والحكمة والفقه كما وصفهم النبي (صلى الله عليه وسلم) " الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية" وفي رواية "والفقه يمان".
فهل سنرى هذا في الأيام القادمة؟.. أتمنى ذلك.
*رئيس الدائرة السياسية للمكتب التنفيذي للإصلاح بالحديدة