;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

لا تتجمهروا حول حُطام الحدث 1616

2012-12-02 03:49:22


من المفيد القول بأهمية وضع الحوار الوطني موضع الخصم والحكم في الوقت نفسه نتيجة لما يحمله معنى الحوار الوطني من تفريغ لشحنة الكراهية لدى بعض الأطراف وتحميل البعض مسؤولية الحفاظ على انجازاته السياسية الداعمة للنهوض بالوطن وإبقاء كل من كان خارج الحلبة شاهداً على أهمية الحوار كأداة ملائمة لإنزال التسوية السياسية عملياً على أرض الواقع, وبدون هذا لن نتمكن من تجاوز عقبة الازدواجية السياسية التي تميز نظام الحكم في اليمن, بل ربما أدى عدم التوافق بين كل تلك البيئات القبلية والمدنية والسياسية الداخلية منها والخارجية إلى إعادة تقسيم المهام التنظيمية داخلياً وفق آلية عابثة ومتوغلة بعمق في مصلحة الذات الحزبية أو القبلية أو المدنية..
 والحقيقة إن تجدد الأحداث على مساحة الصراع السياسي كل يوم مع وجود انفلات أمني وأخلاقي ينكره المهتمون بشأن الوطن, يؤخر فعلياً مبدأ التوصل إلى حل جذري يزيل طبقية الحوار ويدعم تبوءوه المقام الأول في طريق التوافق المجتمعي الذي يعود بالضرورة إيجاباً على توافق سياسي متزن يجمع كافة أطيافنا السياسية على رؤية واحدة.
حادث تحطم الطائرة العسكرية في الحصبة مثلاً لا يجب أن يدعو إلى التجمهر حول نقاط الخلاف وترك نقاط الاتفاق مثخنة بجراح التأجيل والتهويل, بل يجب أن يبقى هذا الحادث وسواه أيضاً مهما كان حجمه ومقدار خسائره, خارج دائرة الحوار الذي يهدف في البداية والنهاية إلى دمج انشطار الرؤى ووضع سهام الوطنية على وتر قوسً واحد حتى لا نخطئ الهدف من جديد ونعود من صفر السياسة إلى صفر الحوار ثم اللا وطن.
لا أحترم تلك التحليلات الصفراء المتوكئة على مواقف واتجاهات وأطروحات شخصية تفوح منها رائحة الفتنة وإثارة النعرات واستحثاث الحمية النائمة في جحورها, هي لا تستند لأدلة وليس لديها أدنى فكرة عن منهجية التخابر العسكري والحيثيات اللازمة لكشف أطراف بعيدة وأخرى قريبة ساهمت في وقوع تلك الجريمة التي ربما وصفها البعض بالقدرية وجعلها آخرون رسالة مغلفة بالغموض مجهولة العنوان والهوية.. ومع هذا نقول إن محاولة الضرب بعصا القدر لتحويل مسار الحوار إلى وجهة معتمة ليس في مصلحة احد سواء كان ممن استقى السياسة من منبع الوطن أو ممن احتساها عجلاً إلى غاية لا يعلمها إلا الله!.
إن تساهل الكثيرين في طرح الشراك القاتلة وإلقائها بسخاء على طريق الحوار الوطني سيسقطهم من خانة حرية الرأي والتعبير إلى بئر التواطؤ لتهيئة الناس للعنف والمتاجرة بمبادئ المبادرة ووضع الدولة أمام مسرح استعراضي جديد يجمع كل من عاش يجتر ذاته ويكرر ذكرياته وسيموت حاملاً أوزاره من سار على نهجه حتى يلقى ربه.
إن من كمال الإحسان الوصول إلى قمة الإتقان.. ولهذا ندعو كل من يجلس إلى طاولة الحوار الوطني أن لا ينسى مبضع القبلية أو مقص الحزبية داخل جسد الحوار الوطني الذي يرى فيه الشعب عملية جراحية دقيقة يتم فيها استئصال أورام الكراهية والعنف والتطرف نهائياً.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد