;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

زي الهوى.. زي الريح! 2151

2012-11-25 04:36:59


حين قالها عبد الحليم حافظ شادياً بصوت المحب لم يكن حائراً في الوصول إلى لون الحب ونكهته أكثر من رغبته في طرح حقيقة الحب الذي نعيشه أحياناً كلمحة أو همسة أو نفحة عابرة، حب يشد كل ذراتنا إليه ثم يرحل كأن لم يكن، إنه ذلك الشعور الذي ينسكب فجأة من قمقم الليل إلى أفواهنا كخمرة معتقة تكفي رشفة الكأس منها لإيقاظ ما سكن في جحور حواسنا سنوات وسنوات...
لكنني أجد الخروج من قصص الحب العابر والهوى العاثر مهارة لا يتقنها إلا من كان قلبه رشيقاً بما يكفي لاجتياز حواجز العاطفة، أما الذين يقفون على الأطلال طويلاً فلا أملك إلا أن أقول لهم: (كونوا حجارة أو حديداً) صدق الله العظيم.
حتى الحب ـ أيها القارئ الكريم أيتها القارئة الكريمة ـ يحتاج إلى عقلنة وتوجيه وتصويب وفرز..، حتى الحب يحتاج لقوة إرادة وعزيمة، لأن الحب يضعف كل حواس الجسد ليخلق منها جيشاً ضعيفاً تابعهاً لعضو واحد فقط وليس قلب الإنسان بذلك القائد الهمام الذي لا تخونه العاطفة.
ولهذا نقول لابد من إعمال العقل حتى في الحب.. (زي الهوى) قد تظهر الجانب اللذيذ والحلو والراقي للحب وسواءً كان المقصود (الهوى) كدرجة من درجات الحب أو (الهواء) كعامل طبيعي يحمل الخير والشر، الحياة والموت، فالمراد في نهاية الأمر تشريح حقيقة ذلك الشعور الذي يسكن القلب في ذرات سائبة ثم يتحول فجأة إلى كتلة ثقيلة قد تمنع الإنسان من الحركة كلياً.. والمشكلة ليست في هذه المشاعر المتراكمة في مواقف وكلمات وروائح وصور وإيماءات يراها المحبون في محبيهم، بل المشكلة في طرف آخر لم يشعر بكل ذلك أو ربما شعر به ولم يمنحه قدراً كافياً من الاهتمام لدرجة أن يرى شغف الشريك بلاهة وتعلقه به سذاجة وبحثه عن رضاه نوعاً من الشطط.. لهذا قلت (زي الريح) بمعناها السطحي أو العميق وأنا أقصد جدياً تعاطي البعض مع مشاعر الآخر كنزوة أو حدث عابر أو رغبة تبحث عن مستقر!.. قصدت بها ذلك النوع من البشر الذين يتعاملون مع مشاعر الشركاء من حولهم كعُجالة (بضم العين) من الوقت وكأن الحب أصبح أيقونة أو شفرة أو برنامجاً يمكن أن يستعرضه أي مقهى إنترنت، وهنا يحضرني ذلك الشطر الجميل الفريد من روائع شاعر المرأة (نزار قباني) الذي قال: بعض الهوى لا يحمل التأجيل.. والحقيقة أن بعض الهوى فعلاً لا يحمل التأجيل أو التعليل أو التأويل أو التهويل، لأن بعض الهوى بسيط ورقيق ورهيف وبالرغم من ذلك يصر البعض على اختصاره في رسالة SMS ظناً بأن (الحاصل) يكفي! لكن الحقيقة أن (الحاصل) في شيء يكفي عدا في الهوى!.. لذا قلت (زي الريح) كما يراه الكثيرون مجرد تمرين جسدي صحي في مجموعة سلوكيات اعتيادية قابلة للزيادة أو النقص، إنما هو ليس كذلك، هو بناء روحي من كلمات عذبة ومواقف شفافة وصور إنسانية راقية وقيم عاطفية لا تقبل المساومة، هو جبة غذاء مشبعة للروح.. لذا يجب أن لا نفتري على قلوبنا ونسقط عليها حال العاشق الكذاب الذي يفرح بالتهم ونقول إننا في حالة حب، لأن ما تعتاش عليه أفئدة العامة والخاصة كل يوم ليس هو الحب أبداً والدليل أننا نتعامل معه تماماً كالصيدليات المناوبة لا تمارس نشاطها الفعلي إلا مساءً!.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد