• قال الرئيس الأميركي نكسن (إن أكثر ما يهمنا في الشرق الأوسط هو البترول وإسرائيل).
وقال شمعون بيريز (إننا في عصر لا يطيق المتخلفين ولا يغفر للجهلة) كلام قرأته في سياق دراسة مطولة عن تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وعن موازين القوى التي اختلت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وكيف أصحبت الولايات المتحدة القوة الأولى والوحيدة في العالم وأن الشرق الأوسط الجديد فكرة أميركية لا تخلو من الخبث السياسي والدهاء الانتقامي.
• إسرائيل هي التي من أجلها ستشكل الشرق الأوسط الكبير أو الجديد ومن أجلها تجتاح الآلة العسكرية الإسرائيلية الأراضي الفلسطينية وتقتل الأبرياء العزل.. ومن أجلها أيضاً تقوم التسوية المنقوصة والمفاوضات من أجل المفاوضات وهذا ما أكده تسامر بأن تستمر المفاوضات عشر سنوات دون تحقيق أي نتائج!.. إسرائيل الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة والتي لا ينبغي أن تكون حولها أو في الشرق الأوسط عموماً أي دولة تفوقها عسكرياً أو اقتصادياً وقد قامت القوة الأميركية الفريدة بخوض حروب عدة في المنطقة بعد أن أنهكت القوتين الإيرانية والعراقية بحرب الثمان سنوات، ثم بحرب الخليج الأولى والثانية خاضت الولايات المتحدة حروباً في العراق من أجل أمن إسرائيل، حيث لم تعد في المنطقة قوة عسكرية رسمية تهدد إسرائيل إلا حزب الله وحركة حماس كقوة مقاومة شعبية، وسوريا التي تقف في نفس الصف..
• لذا لم يكن مستغرباً أن تتحول الثورة السورية ضد نظام الأسرة إلى حالة دمار شامل لسوريا، حالة قتل وبشاعة ولا إنسانية وبشار الأسد كالذي مسه الجن لا يدري ما يحدث في بلاده ولا يتحرك لوقف المجازر أو يتخذ موقفاً حاسماً بتخليه عن السلطة والدعوة إلى انتخابات مبكرة على الطريقة اليمنية مثلاً أو على طريقة يراها مناسبة للخروج من المأزق في سوريا، ولأول مرة لا أتفق مع الزعيم حسن نصر الله ـ أمين عام حزب الله ـ في أن نظام الأسد لن ولم يسقط!! بعد كل الذي حدث وأريد له أن يحدث ألا يسقط هذا النظام الذي فقد شرعيته؟ نعم قد تتحول سوريا إلى دولة هزيلة كسيحة وهذا انتصار لإسرائيل وخسران للسوريين ولحملهم وضربة قوية للعرب تضاف إلى انكساراتهم الماضية.. إن سقوط سوريا في مستنقع الفوضى والانهيار بداية بشرق أوسط جديد لا قوة فيه إلا إسرائيل، لكن يظل حزب الله الحلقة القادمة والتي ستعمل أميركا على فكفكة حلقاته وبشتى الوسائل..
• لقد ضاعت سوريا التي صمدت طويلاً أمام إسرائيل وقبلت بالتحدي السياسي والاقتصادي والتحدي الأمني وها هي الآن تلملم ثورتها وأنفاسها المعارضة لتقف على عتبة البدء ثانية، فهل سيدعمها العرب أم ستدعمها أميركا وإسرائيل وفق سوريا التي يريدونها أن تكون ؟ سوريا ضاعت كقوة عسكرية، كبرنامج طموح ومشروع إقليمي لا يستهان به.. وهو ليس ضياعاً إلى الأبد، بل هناك أمل في الشرفاء والوطنيين من الذين يدركون أهمية أن تقف سوريا ثانية على قدميها بعد كل هذا الدمار والتشرد والجراح و.... إلخ.
• مطالبين العرب في ظل هذه الظروف العصيبة بتحقيق تضامن عربي حول سوريا واتفاق لدعم التغيير وإعادة ما دمرته الحرب وإعادة السوريين إلى بلادهم وإدماجهم في سوريا الجديدة وكذا إعادة بناء الجيش السوري الموحد.
محاسن الحواتي
ضاعت سوريا يا عرب!! 2212