يبدو أن تل أبيب رغم أنف كل العالم متمسكة ببقاء الأسد أطول فترة ممكنة مهما كان الثمن, فلقد كانت تتصرف عبر وكلائها عبر العالم تارة مجلس الأمن الذي تخصص بجعلها فوق المعاهدات والقوانين والذي انفردت فيه بالانتصار بالفيتو لتحيل الحق الحصري خاصتها لنظام الأسد منذ مطلع عام 2011 ليصير مزدوجاً!! حفاظاً على هيبة وقيمة أمريكا وتدليلاً على امتيازات الأسد وعصابته، اعتباراً من انطلاق شرارة الربيع العربي (روسيا+ الصين = أمريكا).
لقد راوغ العالم كله بما فيه الكفاية لحد القرف قضية الشعب السوري لأجل إسرائيل, لقد تغافل عن الكل جرائمه بدءاً من عام 1980 حماة.. حتى إن شلومو غانور استفز على إحدى القنوات العربية بموضوع صبراً وحين أراد أن يصحح أنه ليست المجزرة الأسوأ فيما بعد الحرب العالمية وقال حماة هي الأسوأ.. لم يكلف أحد عناء جمع أسماء القتلى .. والمختفين قسراً ..المفقودين .. .المعتقلين ..المهجرين ..ذوي الأملاك المنهوبة.. المجردين من حقوقهم المدنية.. . كان كل هذا سرا على كل العالم وأغلب السوريين لكن وبعد الثورة صار ذلك للقاصي والداني .
لقد انفتح جميع الناس على هذا دفعة واحدة..لم يكن أحد يتوقع ذلك وخصوصاً إسرائيل, لذلك كان عليها التصرف, في البداية راحت تبعبع مع إيران وعليها ستضربها ..لا انتظروا العقوبات .. الضربة لها مفعول عكسي .. إيران دفنت نووياتها.. نحتاج لسلاح نووي تكتيكي.. .لم يعد أحد يصدق .. لقد قال القدماء :الكلبان اللذان يتنابحان لا يتعاضان (ربما كانا أخوين) ..ثم شاليط وصفقته .. ثم حركة من كعب الدست سربت اسم المادة التي قتلت عرفات على أنها محتملة .. سينبش قبره .. لم تحرك شيئا لقد نسي العرب عرفات كما نسوا الكثيرين وإن كانت إسرائيل قتلته فلقد قتلت من هم قبله).
ثم صار الأسد وإسرائيل يتحارشان، في البداية كان الحديث عن مخزون صلصة الخردل السورية, ثم تطور الأمر لقذائف هاون في العراء ولكن لا فائدة لن يتعاطف أحد مع الأسد مهما فعلت بسورية فهي ببساطة لن تفعل معشار فعله؛ لكن هناك أمر لا يمكن لأحد أن يتجاهله.. عدوان إسرائيلي .. لكن على من؟ لا يوجد أنسب من غزة , قادة حماس مرصودون وإن لم يكونوا كذلك فالأسد يتكفل بذلك، بالتالي يمكن لإسرائيل أن تستهدف من تشاء وقتما تشاء وحماس طبعاً سترد بالصواريخ وإسرائيل ترد من جانبها بالتصعيد .. وهكذا تعلو الأصوات وتقرع الطبول وتفرقع الأخبار بحيث تنشغل كبريات وسائل الإعلام في العالم..وبالتالي الرأي العام والشارع العالمي، مسكين شعب غزة ما بين (طوشة) فتح و حماس والأسد وإيران.. والظواهري وأمريكا.. نحن سعداء بك يا شعب غزة زميلنا في المزاودة على النكبات والتسول على المآسي .
آلآن والآن فقط إسرائيل قررت إطلاق عملية ضد (ضرّيبة) الصواريخ ؟، ألم تختبر القبة الحديدية وتنجح حتى في صد الهاونات؟ ألم تصبح حماس مكسورة الجناح في نظر إسرائيل بعد طردها من سورية فلم العجلة عليها؟ ألم تكن الأمور في طريقها للحلحلة مع حماس بوساطة مصرية؟ هذا فضلاً عن المصالحة مع السلطة من جهة أخرى!! فلم حرب في المنطقة في الوقت الذي حصر العالم أوباما من أجل سوريا في (خانة اليَك).
كم تستطيع يا ترى أن تستمر إسرائيل في عملية (وتد الخيمة خازوق البحر)؟.. أياً كان الاسم مع كل الأسى على ما سيحل بغزة، وبالتالي كم ستعطي الأسد من الوقت ترى هل سيتسنى له استخدام صواريخ سكود ذات الرؤوس الكيماوية كم تحذر تركيا؟ أم أن الرأس فاسد كباقي المخزون وهذا المرجح!.. الأمر جدير بالمحاولة لإسرائيل ما دام الثمن دماً عربياً، إضافة لأنها صارت تلعب على المكشوف بعدما فاحت رائحة الخميني ونصر الله.
رفعت فؤاد العبسي
إسرائيل ما بين تمسكها بالأسد وضرَيبة صواريخ غزة 1987