قبل أشهر طلب مني أحد الزملاء العاملين في إذاعة صنعاء إبداء رأيي في الإذاعة ومدى تطورها وتغير برامجها، فقلت له: لا جديد في الإذاعة سوى تحسن بسيط جداً ولا يلبي طموحات الجماهير، وما يحلم به الناس الذين ملوا من برامج هذه الإذاعة الغير متجددة.. فوافقني الرأي وأخبرني أن الحرس القديم من خبرة الرئيس السابق ما زالوا محتلين الإذاعة، وما سمحوا به من تحسن طفيف وشكلي هو لذر الرماد على العيون وللتغطية على فسادهم، وقد قامت الإدارة الموالية لصالح بحبس مذيع لمجرد أنه وصف الجامع الذي في السبعين بجامع الشعب، كما ألغت تلك الإدارة قبل أيام برنامجاً حول هيكلة الجيش والأمن كان من المقرر أن يُستضاف فيه الأستاذ محسن خضروف، وهو خبير عسكري وكاتب معروف، وهناك أخبار عن توجيهات تلقتها الإدارة الموالية لصالح بعدم التطرق لموضوع إنهاء الانقسام في الجيش والأمن وهيكلته من قريب أو بعيد؛ وما يؤكد هذا الأمر لدي أني شخصياً لم أسمع الإذاعة تتحدث حول هذا الموضوع في يوم من الأيام، فالإذاعة ما زالت تحجب وتمنع التطرق لمثل هذه القضايا رغم أنها مطلب شعبي جارف.
المطلوب من إذاعة صنعاء أن تأتي بجديد يشعر الناس أن هناك تغييراً حقيقياً بالبلد تأتي بوجوه جديدة وبرامج مختلفة وتستضيف شخصيات جديدة من كل التيارات وتتطرق لقضايا المواطن وهموم الناس بصدق حتى يحترمها الناس ويستمعوا لها بدلاً من هذا التضليل والسير على المنوال القديم و"كأنك يا بو زيد ما غزيت" !!
وبدلاً من سيل الأغاني التي تتكرر منذ عقود يا ليت الإذاعة تقدم توعية حقيقية للناس فلدينا في هذا البلد من القضايا والظواهر السلبية والمشاكل والتحديات ما يحتاج لحملة توعية كبيرة تقوم بها مختلف وسائل الإعلام وتشترك فيها الإذاعة حتى يعود لها ذلك الجمهور العريض وحتى يحترمها الناس ويثقوا فيها بدلا من هذا اللت والعجين الذي حولها لنكتة يتندر الناس بها ويسخرون منها.
وفي هذا المقام أدعوا وزير الإعلام إلى وضع استراتيجية وطنية ناجحة لإذاعة صنعاء وتمكين العناصر والكفاءات الوطنية الناجحة في الإذاعة ومختلف الإذاعات المحلية إدارة الإذاعة حتى تتحول لإعلام جماهيري هادف وبناء ويرتقي بالوعي الشعبي كما أدعو القائمين على الإذاعة إلى أن يتقوا الله في هذا الشعب فالوطن باقٍ والأشخاص زائلون مهما كان لديهم من مال حرام نهبوه من قوت هذا الشعب.
محمد مصطفى العمراني
التغيير لم يصل إذاعة صنعاء 2402