إذا كنت كذلك فاعلم أنك في نعمة لا تستشعر قيمتها ولا تعرف حدودها ولا تعلم غاية وجودها، إذا كنت محسوداً فاعلم أنك تملك ما لا يملكه الآخرون، وبين يديك ما يتمناه المحرومون، وأمام عينيك ما يعجز سواك عن أن يراه! إذا كنت محسوداً فاعلم أنك إنسان متميز، مختلف، لا تشبه الآخرين، إنسان تعرف ماذا تفعل وتدرك ماذا تريد وتستطيع أن تعيش كما تحب أن تكون، إذا كنت محسوداً فاعلم أنك تحمل بصمة خاصة وأنك تتمتع برؤية ثاقبة وأن لك وثبة طموح عملاقة يبذل الآخرون جهداً للوصول إليها وتفعل أنت القليل فتصل إلى تحقيقها دون عناء..
إذا كنت محسوداً فاعلم أنك بعيد تماماً عن اليأس وقريب جداً من التفاؤل وفي مرحلة وسط بين القبول والرفض وهي مرحلة تعقل وتمعن تسمح لك بتصدير المستثنى واستيراد المستثنى منه وهذا هو عين الحكمة! إذا منحت نفسك فرصة للتفكير وملكت القدرة على التخطيط قبل التنفيذ فاعلم أنك لأجل ذلك محاطً بأعين الناس التي تتمنى زوال ما تملك مهما كان ما تملكه بسيطاً أو قليلاً وحقيراً ولا يساوي شيئاً في عينيك.وإذا دعتك الحاجة إلى غلق نوافذ الحوار والاكتفاء بصوت الذات وعدم إعطاء الآخر فرصة إلقاء الشباك المفخخة فاعلم أنك بدأت تعاني من عين تراقبك وتضع حياتك في بلورة سحرية شفافة لا تحجب عنها الرؤية ظلمة الليل أو سماكة الحيطان أو أستار المجهول وهنا يجب أن تقفز من غفلة البحث عن نفسك في ركام الآخرين، وعلى أحداقهم لتنجو من شر العين التي تغتال البشر دون أن تبذل قطرة دم واحدة. إذا كنت محسوداً فابحث عن دائرة مفتوحة ذات زوايا حادة جداً تخفي أجمل ما فيك عن أعين البشر لكن دون أن تلغيها! وحتى لا يحترق كرت إنجازاتك يجب أن تتعلم فن المداراة وتجيد إخفاء بريقك المادي والمعنوي، أبق شمعتك واقفة بعيداً عن مهب الريح حتى لا تنطفي! إذا كنت محسوداً فاعلم أن هالة عظيمة تحيط بك وأنك يجب أن لا ترفع راية الوصول قبل أن تغمض أعين الناس وترتاح جفونهم في سباتٍ عميق. تعلم أن تقرأ حصنك حرفاً حرفا وتفك شفرته رمزاً رمزا وأحذر أن تركن لقوتك لأنك أضعف من أن تحمي نفسك.
للحسد ضحايا لأنه قنبلة كراهية موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة وعليك أن تكون خبيراً في إبطال مفعولها حتى لا تنفجر في وجهك!
ألطاف الأهدل
هل أنت محسود؟! 1833