أنصار الحرُية الديمقراطية الذين يتحدثون باسم المرأة من وراء حجاب لم يخدموا قضيتها الإنسانية في شيء اللهم إلا ذلك الزخم من الآراء المحتشدة على موائد الرأي العام والتي أثقلت بدووها كفة الحكومات الداخلة في مواثيق الأمم المتحدة بالمزيد من الإلتزامات الصورية التي حوّلت مسار القضية إلى جانب سياسي، ديني، اجتماعي، متجاهلة حاجة المرأة إلى ذلك الخاص من التقنين والذي جاء منعوتاً في سنة المصطفى بـ"القوارير" فأين هي القوارير اليوم من صناعة بلاستيكية إكتسحت العالم؟! بل وإنه كما يتم إعادة تصنيع مخلفات القناني البلاستيكية يتم إعادة تصنيع قضايا المرأة بأكثر من شكل وهدف وهوية لا تخدم واقع المرأة الفعلي في أي جانب مع شديد الأسف وجزيل الأسى وعظيم الحزن!..
في حديثه صلى الله عليه وسلم عن قاعدة سلوكية هامة للتعامل مع النساء إختزل كتاب التعامل مع المرأة بكل أصوله وقواعده في جملة واحدة حين قال: ((ما أكرم المرأة إلا كريم وما أهانها إلا لئيم)) أو كما قال (ص) وهنا إشارة قوية إلى قدرة المرأة الوئيدة على الاحتمال في بعض الجوانب، فهي قادرة على الحمل والإرضاع والسهر والتربية وربما العمل خارج المنزل وداخله لتحقيق الكفاية الاقتصادية المريحة لكنها لا تحتمل ذلك اللؤم والعنف والخبث الذي يمكن أن يكون عليه الرجل الزوج أو الأخ أو الأب، الرجل أياً كان موقع سلطته الذكورية، العنف عدو العلاقات المشتركة بين الرجل والمرأة لأنه يدعو للتمرد وعليك أن تتخيل ـ قارئي الكريم ـ ما الذي يمكن أن يحدث إذا أصبحت المرأة كائناً متمرداً!.
وفي الحديث أيضاً إشارة إلى ضرورة الأخذ بقاعدة القياس إذ لا يمكن أن تصدر الإهانة من كريم الأصل والمنشأ ولا أعتقد أن للكرم مقياس مادي فقط بل كلنا يعرف تماماً أن للكرم والأخلاق وزنه الذي لا يقبل الجدل أو التطفيف والذي لا تبد له صروف الدهر وبنات الأيام من مصائب الزمن ومتاعب الحياة التي لا تنتهي إلا بموت الإنسان.
وما أراه اليوم من عجز كامل وشلل شامل في تطبيق الشريعة الإسلامية وأيضاً بنود القوانين الوضعية لتعديل أو إصلاح حالة المرأة في المجتمع الشرقي بشكل عام وفي وطننا الحبيب بشكل خاص يجعلني أغسل يدي تماماً من وجود تلك المنظمات مسبوقة الدفع الداعية بحقوق المرأة من تحت الطاولة! فما الذي حققته تلك المنظمات بدوراتها القانونية والاجتماعية.
ومسيراتها التضامينة التي ناصرت فيها المرأة لفظياً فأبقت من في السجون خلف القضبان حبيساً للأمل وجعلت من تسير على الأرصفة من النساء حافيةً من الحقيقة؟! أين هي حقوق الأم المطلقة التي يسرق الزوج أبناءها خلسةً من كيان الشرع ورغماً عن أنف القانون؟ أين هو القانون من أخرى يُلقي بها الزوج خارج حضيرته الذكورية مع أطفال صغار ولا تجد من يفرض عليه توفير مأوى لهم؟! أين هي حقوق المرأة من فتيات يعرضن في سوق النخاسة الذكورية ليُبعن بالعملة الصعبة على أصحاب الوصاية المحلية والإقليمية والعالمية بنفس المستوى وعلى نفس النسق؟! أين هي حقوق المرأة المثقفة التي تصبح في نظر المجتمع مجرد راقصة رغم أنها لم تحرك إلا أصابع كفٍ واحدة لتسرد حال واقعها النضيب من إنسانيته المفترضة؟! أين هي حقوق المرأة العاملة التي تجد من شريحة المثقفين تحديداً أسوأ ما يمكن أن تجده امرأة في حقل عمل يتسع لكل طاقاتها الإنتاجية.. القائمة طويلة لكن يبقى الكرم الأخلاقي هو المقياس في التعامل مع هذا الكائن اللطيف!!
ألطاف الأهدل
ما أكرمهن إلا كريم وما ....... 2286