لا يوجد لدي رقم دقيق لعدد الطلاب اليمنيين المبتعثين في الخارج، لكنني أعلم مدى المعاناة التي يعانونها جراء الروتين القاتل وضآلة المبالغ المخصصة لهم كرواتب من الجهات الرسمية وهذه الرواتب أو المكافآت الرمزية لا تكفي ليعيش الطالب اليمني ليعيش حياة كريمة بين زملائه في البلاد العربية والأجنبية فضلاً عن أن توفر له جواً للدراسة والتحصيل والإبداع.
ولعل الإشكالية الكبرى أن هذه المخصصات المالية على ضآلتها تصل متأخرة وربما تتأخر أشهر حتى تسلم لهم بسبب الروتين القاتل في وزارة المالية وبسبب جشع وطمع بعض الأشخاص الموظفين كملحق ثقافي لا هم لهم في كثير من السفارات سوى المتاجرة والتلاعب بمخصصات الطلاب حيث يأخذون مخصصات الطلاب ويتاجرون بها في صفقات تجارية ومن عائدها يسلمون للطلاب فما يتسلمها بعض الطلاب وإلا بعد أن باعوا أشيائهم الأساسية من ساعات وكمبيوتر وغيره حتى يعيشوا وكثير من هؤلاء الطلاب المبتعثين على نفقة الدولة يصرف عليهم أهلهم وهذه مفارقة حصرية لبلادنا فالطالب المبتعث من الدول العربية يستطيع أن يوفر من فائض مصروفاته ما يستطيع أن يفتح به مشروعا بعد إنهاء الدراسة والطالب اليمني يكمل الدراسة وأبوه قد باع الأرض والبقرة والحمار وهو يصرف على ابنه رغم أن ابنه هذا مبتعث للدراسة على نفقة الدولة وقد شاهدت بنفسي تسجيل مصور للطلاب اليمنيين في ماليزيا وهم يبيعون ساعاتهم وأقلامهم كي يوفروا مصاريف الأكل والشرب ولولا التعاون والتكافل والتراحم فيما بينهم لمات بعضهم جوعاً في تلك البلاد أو لتحول من المتسولين في الشوارع رغم أن بلده ترسله ليتعلم ويعود إليها ككفاءة علمية
وهنا يصدق على ما يعيشه الطلاب اليمنيون من وضع مزرٍ في الخارج المثل القائل " حشفاً وسوء كيله) أي أن المبالغ ضئيلة جداً، لكنها في الوقت نفسه لا تسلم من تأخير الجهات المختصة باليمن وتلاعب الملحق الثقافي الذي يخصم منها أو يتاجر بها ويؤخرها!
محمد مصطفى العمراني
طلابنا في الخارج في أوضاع مزرية 2222