كشف تقرير حقوقي نشر قبل أيام عن 8794 حالة انتهاك ارتكبت من قبل جماعة الحوثي بمحافظة صعدة بحق المواطنين المدنيين منذ عام 2004 حتى 2011م وأن من بين القتلى 59 طفلاً و48 امرأة وأن الانتهاكات بمحافظة حجة بلغت نحو 4866، كما كشف التقرير عن 36 سجناً لجماعة الحوثي في 7 مديريات بصعدة.
ومن الانتهاكات الجسيمة التي تضمنها التقرير الذي أعدته منظمة وثاق لدعم التوجه المدني ارتفاع حالات التهجير القسري للمدنيين من منازلهم على يد جماعة الحوثي التي أقدمت مؤخرا على تهجير (5300) شخص من صعدة و (4203) شخص هُجروا من منازلهم بمديرية كُشر بمحافظة حجة من قبل الجماعة ذاتها،كما ورد في التقرير.
التقرير الذي تطرق للجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية المسلحة ضد المواطنين العزل يعد الأول من نوعه كونه يكشف بالتفصيل وبالأرقام الدقيقة هذه الممارسات الوحشية من قبل هذه العصابة المسلحة والتي تمر دون أي تعليق من قبل من تسمي نفسها بمنظمات حقوق إنسان أو منظمات مجتمع مدني وتصمت القبور على هذه الجرائم البشعة التي يقف لها شعر الرأس في تواطؤ معيب ومخزي ويترك تساؤلات وعلامات استفهام عن أسباب صمت هذه المنظمات التي أقامت الدنيا وأقعدتها وشغلت الرأي العام بقضية نجود أو زواج الصغيرات وسكتت عن عشرات النساء والصغيرات اللواتي قتلن على أيدي عصابة الحوثي الإجرامية كما سكتت هذه المنظمات عن الآلاف من الصغيرات تم تهجيرهن وتشريدهن من قبل جماعة الحوثي وكأنهن لسن من البشر.
مئات من منظمات تسمي نفسها منظمات إنسانية وحقوقية ومدنية تغاضت وغضت الطرف عن هذه الانتهاكات والجرائم وكأنها تحدث في قارة أخرى أو كوكب بعيداً عنا ولم يصدر عن هذه المنظمات حتى بيان واحد ولو للاستهلاك ولذر الرماد على العيون.أتدرون لماذا ؟!!
لأن هذه المنظمات ليس لها أجندة وطنية وإنما هي مشاريع جماعية وخاصة لمئات من النساء والرجال الذين يطلبوا الله تحت هذه اللافتة ويعملون كشقات بالأجرة مع الممولين الأجانب فتجدهم ينفذون أجندتهم ليس إلا.
كم عملت هذه المنظمات ندوات وورش توعوية حول الصحة الإنجابية وتنظيم السكان وحول حقوق المرأة وتأهيل المرأة وتعليم الفتاة لو أحصيناها لوجدناها بالمئات إن لم نقل بالآلف، لأن هذه المواضيع تلقى قبولت وحفاوة لدى السفارة الأمريكية والسفارات الأجنبية وتمولها، أما أن يقيموا فعالية حول الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة في صعدة أو حجة على أيدي الحوثيين، فمن سيمولها السفير الأميركي سيرفض لأن الحوثيين حلفاؤه ومن ضمن بنود الاتفاقيات السرية بين الجانبين سكوت منظمات المجتمع المدني عن كل جرائم الحوثيين وبقية السفارات هي على مذهب السفارة الأمريكية ولا تجرؤ على إغضاب فايرستاين وبلاده وهكذا فالخبرة صمتوا صمت القبور، لأن "من يدفع للزمار يختار اللحن " طبعاً هذا المثل ليس بعيداً عن موضوعنا، فهو عنوان كتاب شهير يوضح أسباب تمويل أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية للمنظمات المدنية في العالم الثالث، فهذه المنظمات هي أذرع لهذه الدول تنفذ أجندتها في بلدانها بما يخدم تلك الدول الممولة وليس بما يخدم تلك الأوطان.
ولا يفوتنا هنا أن نشيد بجهود بعض المنظمات الحقوقية التي تتطرق بين الحين والآخر لجرائم وممارسات الحوثيين الإجرامية بحق المدنيين والمخالفين لهم بالفكر كمنظمة هود ووثاق وهما لا تشكلان حتى واحد في المائة ولكن الحق يقال والإنصاف يقتضي هذا التنويه.
فهل عرفتم الآن سر هذا الصمت المخزي لهذه المنظمات عن هذه الجرائم التي ترتكبها عصابة الحوثي الإجرامية المتمردة في صعدة وحجة وغيرها؟!
محمد مصطفى العمراني
أين منظمات حقوق الإنسان من جرائم الحوثيين ؟!! 2616