بات التوتر والقلق يسيطران على الوضع العام في مختلف التيارات والقيادات الإيرانية الدينية والسياسية والعسكرية، وذلك لقرب سقوط النظام السوري ومعه بشار الأسد، ومع تدهور الوضع العام في دمشق وريفها وسقوط معظم المرافق العسكرية في قبضة الجيش الحر، دفعت إيران أعداداً كبيرة من قواتها محملة على طائرات حربية تهبط في مطار دمشق تباعاً لسد النقص في جنود الأسد الذين معظمهم إما وقع في الأسر أو فر من النظام وانضم إلى قوات الجيش الحر، وما يؤكد مشاركة حزب الله في قتال السوريين أنه طلب من الجيش الحر تسليمه جثث عناصره الذين ماتوا في القتال.
كما أن بشار بات خائفاً على نفسه حتى من أتباعه من الجنود العلويين من أن يطيحوا به فاستبدلهم بقوات من الحرس الثوري الإيراني وعناصر من ميليشيات حزب الله.
ومع تدفق الرجال والعتاد على قوات الأسد، يزداد القلق والتوتر أكثر من اللازم لدى إيران، وذلك لأن سقوط بشار ونظامه سينتهي معه التحالف مع إيران التي تمده بالمال والبترول والسلاح مقابل أن يسمح لطائراتها تهبط بمطارات دمشق مزودة بالعتاد الحربي إلى حزب الله، وبهذا سينتهي أيضاً حزب الله بعد سقوط بشار الأسد والذي تعتبره إيران امتداداً لنفوذها العسكري والسياسي في لبنان، فحزب الله لا يسيطر على جنوب لبنان فقط بل يسيطر على لبنان، بمعنى أن سقوط الأسد ستنتهي معه القوة الضاربة لدى حزب الله إلا في حال أن الحكومة اللبنانية ستسمح للطائرات الإيرانية باستخدام مطارها لهبوط الطائرات الإيرانية كما كانت تفعل في سوريا، وهذا أمر أعتقد أنه بعيد جداً.
الأيام القادمة ستشهد مواقف ساخنة على الساحات القتالية والسياسية، فهل سينتهي سيناريو حزب الله بعد سقوط الأسد الذي أصبح قريباً، وسينتهي معه المد الإيراني في الشام و لبنان؟
العربية نت
عبد الرحمن الملحم
القلق الإيراني بعد سقوط الأسد 1768