خبر تعيين توكل كرمان بمنصب جديد بالأمم المتحدة، خبر ملفت للنظر.. المحبة الزائدة لما هو عربي ولليمن واليمنيين بالذات أمر لسنا معتادين عليه، عموماً بنت اليمن توكل تتشرف المناصب بها وليست هي من تتشرف بالمنصب أياً كان، لكن ما يهم هنا أن هناك عملاً ممنهجاً لإشغال وجر الثائرة التي كانت من ضمن أوائل الشباب الذين أشعلوا الثورة والتي لها قبول واسع وتأثير ومحبة كبيرة عند الثوار والشعب ولأنها شعلة الثورة..فواضح أن هناك محاولة واضحة ونية ومخططاً لإشغالها عن الثورة اليمنية، كما هو الحال مع كثير من شباب الثورة الذين قامت ثورة اليمن على أكتافهم الطاهرة، ندعو بنت اليمن الثائرة لرفض هذا المنصب والعودة إلى صفوف الثورة، لأن ثورة اليمن أجهضت تقريباً وتم التآمر عليها من الداخل والخارج، الثورة في خطر وصالح لا زال يخرب في كل اليمن ويدبر لإشعال فتنة كبيرة لا يعلم مداها إلا الله بالتعاون مع شبيحة اليمن (الحوثيين) الذين فاحت رائحة حقدهم على اليمن وأهله والأخبار متزايدة قادمة من قلب صعدة والمحافظات المجاورة تحكي فداحة ما يرتكبونه بحق اليمن وتؤكد كل يوم وكل ساعة ولاء هؤلاء الواضح لإيران وليس لليمن، على الثوار أن يعودوا من جديد إلى الساحات بنفس زخم الأيام الأولى لإفشال مخطط الثورة المضادة التي ليست فقط خطرها على الثورة والثوار، بل الخطورة تكمن في أنها ستمزق اليمن تمزيقاً.
صالح يخطط لتمزيق وتدمير اليمن بتسليم الجنوب لإيران وعصابات الحراك المسلح، وتمزيق الشمال إلى دويلات باقتتال قبائله، والوسط إلى كانتونات وإغراق تعز(قلب الثورة النابض) بفوضى عارمة لا يستطيع أبناؤها السيطرة عليها، وبالتالي جعل اليمن ممزقاً ويسهل السيطرة عليه من أطراف إقليمية ودولية. اليمن بحاجة إلى ثورة أخرى تعيد إصلاح ما أفسدته المبادرة الخليجية والتدخلات الخارجية السافرة التي أجهضت ثورتنا المباركة الطاهرة العظيمة المعجزة التي فاجأت صالح وعصابته.
يا توكل يا بنت اليمن لست بحاجة إلى مناصب الآن وليس وقتها الآن، اليمن بحاجة إليك.. وإلى كل أبنائه الثوار المخلصين الذين هم على استعداد لافتداء اليمن الحبيب بأرواحهم، وحدوا الصفوف وعودوا من جديد إلى الساحات، يكفي طيلة عام ونصف من عمر الثورة المباركة وما نفعله نحن الشعب والثوار فقط ردة فعل لكل أعمال القتل والتخريب الذي يمارسه علينا الرئيس السابق والعصابة التي حكمت معه وساهمت بتدمير اليمن معه، يجب أن نكون نحن الفعل وليس ردة الفعل هكذا يكون الفعل الثوري، أن يكون الثوار هم السباقون، وليس ردة فعل كما أسلفت، فلو استمرينا هكذا سلبيين منتظرين ما يفعله بالبلاد فسيأتي اليوم الذي نجد فيه أننا أضعنا وطننا اليمن بتساهلنا مع هذا السرطان الخبيث المتمثل ببقايا شلة الفساد التي دارت طيلة 33عاماً ونهبت البلاد وخربت، فالرئيس هادي وباسندوه مهما أحسنا الظن فيهما لن يستطيعا عمل شيء من دون مساندة شعبية ثورية جبارة من خلفهم.. فيا شباب اليمن عودوا إلى ساحاتكم الآن شرط أن تتخلوا عن كل انتماء حزبي وجهوي..فهذا الانتماء الحزبي هو من أضاع الثورة الأولى..فلا تسمحوا له بإضاعة ثورتنا القادمة.. انتموا فقط لليمن، اليمن بخطر.. اليمن تنادينا، أين شباب الثورة وأين قيادات الثورة الشبابية الشعبية السلمية الأبطال، هل انتماءاتهم وولاءاتهم الحزبية طغت على حبهم لليمن؟ هل أحزابهم أرغمتهم على ترك التصعيد الثوري والثورة؟ وهذا يجرنا إلى سؤال آخر: هل هم حين خرجوا إلى ساحات الثورة في بداية الثورة في فبراير2011م وناضلوا مع إخوانهم وأخواتهم في كل ساحات اليمن، هل كانوا يناضلون لأجل أن تصل أحزابهم إلى السلطة والحكم أم كان نضالهم وتضحياتهم لأجل إنقاذ اليمن وتحريره من العائلة الظالمة والنظام الفاسد، كل ظننا أنهم خرجوا للساحات لأجل اليمن لكن عليهم أن يعلموا أنهم أنجزوا نصف ثورة وان عليهم أن يكملوا ثورتهم وأن يتذكروا التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب، عليهم أن يتذكروا إخوانهم الشهداء والجرحى والمخفيين قسراً الذين يمشون إلى جوارهم في ساحات الثورة العظيمة قبل أن يتساقطوا بنيران صالح، ويتركوا اليمن خلفهم أمانة في أعناقنا جميعاً، كل هذه التضحيات الهائلة لم تقدم حتى يظل ويبقى صالح وأبناؤه والبقايا يعبثون باليمن ويخربون فيها ويقتلون أبنائها، ما لأجل هذا قدم الشهداء أرواحهم، ولا لأجل هذا ثار شعب اليمن، فعودوا للثورة فلن تعود لليمن عافيته ونهضته وكرامته إلا بالثورة والثورة فقط، فاشحذوا الهمم ورصوا الصفوف وقودوا الشعب من جديد لمواصلة الثورة حتى يحقق لليمنيين ما خرجوا من أجله، ولأجل بناء اليمن الجديد الذي حلمنا به جميعاً شيبة وشباباً.
لينا صالح موسى
شبيحة اليمن والثورة المضادة 1837