;
همدان العليي
همدان العليي

صرخة الحوثي في وجوه اليمنيين.. 2367

2012-10-04 03:09:03

 
ذكرت بعض المراجع بأن أول ظهور لما عُرف بـ"الصرخة" في اليمن كان في 17 يناير 2002 خلال محاضرة ألقاها حسين بدرالدين الحوثي في مدرسة الهادي بمنطقة مرَّان، بعنوان "الصرخة في وجه المستكبرين".. حيث تحدث الأخير عن الطغيان الأمريكي والذل الذي تعاني منه الشعوب العربية والإسلامية، كما أشاد بموقف إيران وحزب الله، مؤكداً ضرورة مواجهة هذا الطغيان والظلم الأمريكي والإسرائيلي بترديد شعار "الله اكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام!!
كانت المواجهة الأولى بين الدولة وأنصار الحوثي بسبب ترديد شعار "الصرخة"، عندما قامت مجموعات بترديده عقب الصلوات في الجامع الكبير بوسط صنعاء القديمة، وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة لمن كانوا يرددونه في بعض المساجد حتى وصل عدد المعتقلين إلى 600 فرد حسب ما جاء في صحيفة "الأمة" الناطقة باسم حزب الحق، ولحق ذلك مواجهات ومصادمات في صعدة بسبب ترديد الشعار والنزاع على المساجد، ثم كانت المواجهة الواسعة الأولى بين الدولة وجماعة الحوثي في 18يونيو 2004م.
توقفت الحرب الأولى في 10 سبتمبر 2004م، ثم اندلعت خمس مرات أخرى، وخلال هذه الحروب الست، قُتل عشرات الآلاف من اليمنيين يمثلون الطرفين، وشرد مئات الآلاف، ودمرت مزارع بأكملها وهدمت آلاف المنازل وتكبد الاقتصاد اليمني خسائر فادحة أثرت سلباً على مستوى دخل المواطن اليمني.
ما سبق نبذة مختصرة عن بدايات ما عُرف بـ "الصرخة الحوثية:، أسردها اليوم بعدما قرأت كلاماً عجيباً لأحد الإعلاميين المؤيدين للحركة الحوثية حول ما وصفها بالذكرى السنوية للصرخة.. حيث قال: "مر زمن على انطلاق شعار [ الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام ] تحقق بحمد الله خلال هذه الفترة الزمنية مكاسب أكبر مما نتصور رغم ما حصل من معوقات كبيرة أمامه ولكنه تجاوزها بجدارة"!
كمتابع، لا أدري بحق ما هي المكاسب التي حققها الشعار منذ ظهوره في 2002م، الذي أعرفه أن الشعار أشعل حروباً عدة في اليمن مات فيها عشرات الآلاف وهدمت المنازل ودمرت المزارع وتشرد الناس، ومؤخراً شوّه هذا الشعار، جمال صنعاء القديمة متحفنا التاريخي الحي..!
عندما نتحدث عن عدم واقعية هذا الشعار كون من يموت في الأرض هم اليمنيون من صعدة وحجة وعمران وغيرها من المحافظات، بينما الأمريكيون لم تحاول هذه الحركة المساس بهم بالرغم من وجودهم في أنحاء صنعاء.. يقول بعض الحوثيين بأننا نجهل القصد الصحيح من مضمون هذه الكلمات، فليس الهدف قتل الأمريكيين والإسرائيليين كما نعتقد، وإنما انتقاد وفضح سياسة هذه الدول!.. وكأن اللغة العربية عاجزة عن إيجاد مصطلحات أخرى لتستخدم كشعار يبين مقاصد الحركة بشكل دقيق وواضح دون أن يحتاج أصحاب الشعار إلى تضييع وقتهم في توضيحه وتفسير القصد منه كلما تحدثنا عن عدم واقعيته.. أي بإمكانهم-على سبيل المثال- رفع شعار: نرفض سياسة أمريكا، نرفض طغيان إسرائيل..!
لا مشكلة لدي إن قالوا الموت لأمريكا ولكل العالم، في الأخير هم أحرار، لكن المشكلة تكمن في تعاملهم مع الرافضين لهذا الشعار على أنهم عملاء وخونة، ومحاولة فرض رؤاهم بقوة السلاح جاعلين من هذا الشعار مبرراً لقتل إخوانهم في الدين والوطن..!
هناك آخرون أكثر وضوحاً، عندما نسألهم عن عدد الامريكان الذين قُتلوا بأيدي الحوثيين خلال السنوات الماضية تطبيقاً لشعارهم، يردون بقولهم: ننتهي من عملاء أمريكا وإسرائيل في اليمن أولاً..!
إذا كان الأمر كذلك، فأنا أنصح الحركة الحوثية بأن تتحلى بالشجاعة وتعمل على تغيير الشعار إلى: الموت لعملاء أمريكا وإسرائيل في اليمن، وعندما تنتهي من هؤلاء العملاء، لا بأس إن رُفع شعار: الموت لأمريكا وإسرائيل، هكذا سنحترم فيهم الصدق على الأقل..!
يقول عبد الملك الحوثي ـ مرجع الحركة الحوثية ـ عن هذا الشعار: "هذه الصرخة من وجهة نظر الأميركيين واليهود تشكل خطورة بالغة عليهم". ولا أدري بالضبط.. أين الخطورة؟ نريد أن نفهم..! فالسفير الأمريكي في صنعاء "جيرالد فايرستاين" يصف هذا الشعار بـ "المثير للسخرية والمضحك” وإن كان سيميتهم فسوف يميتهم من الضحك.!
لكن العجيب أن يحيى بدر الدين الحوثي ـ ممثل الحركة في أوروبا ـ يعلق على الشعار في لقاء عبر قناة الجزيرة بقوله: "إخواننا يقولون الله أكبر الموت لأمريكا.. هذا كلام، ما حد مات ولا، الحمد لله امريكا موجودة".. وفي لقاء آخر يقول: “نحن لا نعادي أحدا، ولسنا مؤهلين لأن نحارب أمريكا ولا نحارب إسرائيل ولا نحارب أحداً... وفي لقاء ثالث يقول: "أمريكا إذا اعتدينا عليها بالإمكان تواجهنا.. وإسرائيل إذا اعتدينا عليها بالإمكان تواجهنا!!
إذن، لماذا يضحكون على البسطاء بهذا الشعار؟ لماذا يموت الآلاف وتهدم المنازل وتجرف المزارع ويشرد الناس من أجل شعار أرعن؟..
أقول ذلك وأنا أؤمن كل الإيمان بأن الحوثيين مكون من مكونات اليمن، ولا يمكن إقصاؤهم ومن واجبنا احتضانهم واستيعابهم لا رفضهم وعزلهم.. لكن هذا لا يعني تقبّل انحرافاتهم والأخطاء التي يرتكبونها، بل من واجبنا نصحهم وتقويمهم ورفض إعوجاجهم كي لا يستمروا فيه، وما نكتبه حول الشعار إلا لتبيين أن ما عُرف بـ"الصرخة الحوثية" عبارة عن شعار عنف لا يتضرر منه إلا اليمنيون فقط..!!
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد