لم تكن المرة الأولى التي يُساء فيها للدين الإسلامي والنبي عليه الصلاة والسلام ولن تكن الأخيرة، فمازالت الإساءات تنهمر والمسلمون ينددون وما حدث مؤخراً بقصة عرض الفيلم المسيء للرسول الكريم خير دليل مع وجود فارق بسيط يتمثل في الرد الهمجي الذي هرع إليه البعض وتمثل في إقتحام السفارة الأمريكية ونهبها بذرائع الدفاع عن الرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم والحقيقة أن لم يعد دفاعاً بل بات (مشروع تأثيث منازل وجنازة نشبع فيها لطم)!
لم يحثنا أبداً ديننا الإسلامي على نهب أنفسنا تحت أي سقف ولم يجردنا ابداً من حقنا بالدفاع عن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والدين الإسلامي..
الرسول (صلى الله عليه وسلم) والدين الإسلامي خطاً أحمر ولكن نحن ببعض الحماقات نترك مجالاً أوسع لاتساع رقعة الإساءات والدليل هو نشر رسوم مسيئة للرسول الكريم في فرنسا بعد إسبوع فقط من عرض الفيديو المسيء للرسول الكريم أيضا !
حادثة قتل السفير الأمريكي في ليبيا وحادثة إقتحام ونهب السفارة الأمريكية بصنعاء ذريعة أخرى لوضوح صورة مغلوطة أخرى عن الإسلام والمسلمين ولعل المظاهرات السلمية التي شاهدتها عبر نشرات الأخبار لبعض الدول العربية والإسلامية كانت وجهاً مشرقاً ومشرفاً للإسلام والمسلمين بغض النظر عن مدى توهجها، الحقيقة مؤلمة وتكمن بأن بعض الشعوب مندفعة حتى بالغضب والاندفاع بحد ذاته خسارة وربما يؤول إلى انكسار في بعض الأحيان..
نحن بحاجة إلى وقفة مُشرّفة بعيدة عن لغة الهمجية والعنف وإلا لن نستحق شرف حمل الدفاع عن أعدل دين والرسول الأمين..فنحن خير أمة أخرجت للناس كما ذكرنا الله في كتابه الشريف فلما نتصرف بغباء أحياناً ونشوه صوره يوماً بعد يوم تزداد التموهات على شُرفتها بسبب مثل هكذا تصرفات..
الحقيقة المُرة مازالت بإنتظارنا ما لم نشرّع بقطع خيط الهمجية في التعامل مع مثل هكذا قضايا دون تحكيم العقل، فالعقل إن غاب غابت الحقائق وتفشت الإساءات..
أتساءل الآن ما الذي سنفعله مجدداً بعد نشر رسومات مسيئة للرسول الكريم في صحف فرنسا بعد إسبوع فقط من عرض الفيلم المسيء للرسول عليه أفضل الصلوات والتسليم وهل سنكتفي بالإعتذار منهم كما يحدث دائماً والسؤال الأهم والذي يدعو للحزن والخزي كثيراً: ماذا سيكون شعور النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم لو كان حاضراً في هذا الزمن تجاه تصرفات البعض في الذود عنه وفي الإساءات المتكررة له ؟؟!!.
اللهم صلِّ على نبيك محمد أفضل صلاة وأتم تسليم...
أحلام المقالح
الرسول (الأكرم) خطاً أحمر ولكن..! 1815