;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

متى تعود لهذا البيت حرمته؟! 1963

2012-09-02 02:54:49



ما رأيته من الاستهتار بحق المساجد في رمضان جعلني أعيد النظر في أسباب الفتن التي يعيشها مجتمعنا الإسلامي اليوم وأن تلك الأسباب قد تديرها كواليس وتنفذها أجندات خاصة كما يرى المحللون ذلك من زواياهم المختلفة، فقد تكون أيدينا العابثة بالحقوق والواجبات هي من صنع تلك الفتنة المتسلسلة التي تشبه تماماً سلسلة الحياة البيئية حين تختل إختلال أحد عناصرها الطبيعية بانحرافه عن مساره الطبيعية بالغ الدقة، وكذا الحال في علاقاتنا الاجتماعية والتزاماتنا الأخلاقية والاجتماعية التي تختل ويصيبها العطل إذا لم تكتمل دورتها الطبيعية سلوكياً وفق قواعدها السماوية الواضحة جداً..
 تلك النسوة اللاتي لم يطب لهن الحديث عن بيوتهن وأرواحهن ومشاكلهن مع الناس إلا داخل بيت الله جعلتني أؤمن أكثر أننا معشر النساء ناقصات عقل ودين فعلاً، وإلا كيف نسمح بوجود الجوال برناته المزعجة والشاذة وغير اللائقة في بيت ملك الملوك، بينما نغلقه تماماً إذا وضعتنا الأيام وجهاً لوجه مع واحدٍ من أصحاب صنع القرار حتى وإن لم نجد من الحديث معه أي فائدة تذكر، فكيف بمن يطعمنا، ويكسونا ويسترعيوبنا ويغفر زلاتنا ويهدينا إلى سواء السبيل؟!كيف نفعل ذلك في بيت الله الذي لا تعد نعمه ولا تحصى فضائله، كيف تجاوزنا البلوغ إلى حرمته وانتهنيا إلى التعدي على قدسيته؟! لعله واحد من الأسباب التي عرضت أمتنا الإسلامية كأضعف ما تكون أمام أعين الأمم الأخرى ولعله من أهم الأسباب التي دفعت بالكثيرين من خارج مجتمعنا الإسلامي إلى ترهيب الدين وتعنيف العقيدة، فإن أنت لم تعط نفسك قيمة هل تتوقع أن يمنحها لك الآخرون؟! .
إن ما يحدث كل يوم في بيوت الله من أعمال الدنيا في مضمار الأخرة شيء لا يمكن السكوت عنه ويجب أن تعود لبيوت الله حرمتها وقدسيتها كما كانت مدرسة لتخريج الرجال الأفذاذ والأبطال الأشاوس ممن لا يخافون في الله لومة لائم، أولئك كانت المساجد بيوتهم وزواياها دورهم وأعمدتها دواوينهم ومجالسهم وعلماؤها جلساؤهم وأئمتها مربوهم، كانت هي المدرسة والجامعة والبيت والطريق، وكانت هي الورقة والقلم والمحاضرة والكتاب، فأين نحن اليوم من كل هذا، أين نحن اليوم من مساجد لا تفتح أبوابها إلا لأداء الصلاة فقط وأين نحن اليوم من أئمةٍ لا يستطيعون التفريق بين حقٍ وباطل، بل أنهم يهدمون تلك القيمة الإنسانية الرائعة للمسجد في قلوب الناس حين يقفون حائلاً بين هؤلاء وبين الاستغلال الديني الكامل للمسجد كما ينبغي أن يكون، علينا ان نعترف أننا نسيء التعامل مع رمز إسلامي قوي لولاه ما قامت لهذا الدين قائمة ولا عرفت البشرية له منهجاً قويماً، فهل من العدل أن نفعل ما نفعل ببيتٍ يرتفع منه نداء الحق خمس مراتٍ كل يوم وليلة؟! وهل من الحق أن نصمت عن كل هذا ولا نحاول تغيير منكرٍ يشوه صورة ديننا المشرقة أمام الغرب الذي يعد هفوات المسلمين هفوةً تلو أخرى؟!.
 
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد