يقع الكثير من الأزواج في فخ الزوجة النكدية، صاحبة اللسان السليط والفكر المبعثر والنهم المادي والجفاف العاطفي، وتقريباً أصبح الإنسان منا في هذا العمر يعرف تماماً ما الذي يعانيه هذا أو ذاك وتحديداً من يعاني من زوجة بمواصفات تراجيدية خالصة لا تشبه ولا تعبر عما كان يطمح إليه هذا الزوج المسكين، والمشكلة أن بعض الأزواج ينطبق عليه المثل الشعبي اليمني: (الدم يفرح بخانقه)! فتراه رغم تقصيرها في حقوقه وتنظيف جيوبه ونشر عيوبه يكرمها ويهديها أجمل ما ترى عيناه ويحملها على كفوف الراحة مما يجعلها تعتقد أنها كلما زادت في جرعة النكد زاد حبه لها وهذا ما حدث تحديداً في أكثر من 40% من أعشاشنا الزوجية، حيث يبقى الرجل باحثاً عن ساعة سلطانية وليلة قدرية تعود بعدها المرأة تلك الزوجة الحنونة، الوديعة، الذكية، المتواضعة، البارعة في اكتشاف مكامن الألم في الزوج ومداواتها، وتبقى المرأة لاهثة خلق حلم الزوج المستلم، الصامت الكريم، الغني، الذي يحب أبناءه لدرجة التضحية بأي شيء من أجلهم.
سيناريو زوجي غير متوازن، وأحلام فردية غير مشتركة، وطاقات إنسانية مبذولة هباءً، وكأن الرجل من هؤلاء حين يقرر الزواج يكون قد حكم على نفسه بالأشغال الشاقة المؤبدة! والحقيقة أن الحل يكمن في انعدام الحوار واقتصار لغة الجسد كلغة رسمية للتواصل بين الزوجين وهذا ما يحدث بالفعل بين الغالبية العظمى من الأزواج، بل والأنكأ من ذلك أن نستخدم نفس اللغة تلك في إخفاء عيوب الشريك لأنها تعمل عمل المسكن الذي لا يعالج الداء وإنما يؤخر شفاءه!
تصلني الكثير من الرسائل الحائرة التي يكون فيها الزوج، مضطراً للبقاء كفارس بطل في عين أبنائه باحتضان زوجة لا تعطيه قيمة ولا تضيف له معنى لكنها تبقى (أم العيال) تلك الأسطورة التي لا يستطيع أي رجل أن ينساها حتى لو كان له من النساء مثنى وثلاث ورباع، وكأن أبناء الزوجات الأخريات ليسوا (عيال) وكأن أمهاتهم لسن (أمهات العيال)!
في الحقيقة اشتكى لي أحدهم مرة حياته التراجيدية مع زوجة عاشرته بكل المقاييس وحين سألته عن سبب احتماله لكل هذا النكد كان من أول مبرراته أنها (أم العيال) لكني فاجأته بالقول: إنها أم أربعة وأربعين يا سيدي! وحين بدأ يسرد أفعالها القبيحة كمزايا في نظره قلت في نفسي: (أقسم أن شناً وافق طبقه)!
(وافق شناً طبقه) مثل قديم يطلق على زوجين أحمقين وكان الزوج يدعى (شن) والزوجة تدعى (طبقة) وفي اسميهما ما يدل على سذاجتهما!.
ألطاف الأهدل
زواج مع الأشغال الشاقة! 2251