صالح ينقل ثروته الحيوانية الى السودان على متن ثلاث سفن خاصة) هذا ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة ، إذا ما صح خبر نقل الرئيس لمزارعه الحيوانية ؛ فإنه سيضع ذاته في صدارة الرؤساء والملوك المخلوعين حظا ونهبا ورفاهية .
فكل من غادر كرسي الرئاسة سوى بثورة أو انقلاب أو انتفاضة لم يتح لهم جميعا شحن خيولهم وجمالهم وغزلانهم وطيورهم وأبقارهم وأسودهم ووالخ مثلما هو حظ الرئيس صالح الذي سيذكره التاريخ كأول رئيس تطيح به ثورة شعبية عارمة ؛ ومع ذلك لا يغادر البلاد حتى بعيد ظفره بكامل ثروته المسروقة.
وبكل عتاده وحيواناته وأثاثه وسياراته ومصفحاته وحتى هداياه ومقتنياته وتحفه إن لم نقل ؛ بكل ما حاز عليه أثناء حكمه الطويل أو غنمه أو نهبه .
من الآن وتاليا سيدون أسم علي عبدالله صالح في رأس قائمة الحكام عبثا ونهبا وفسادا وتهريبا وثروة وغنيمة وارثا ووو ، من اليوم سيكف الإعلام الكتابة عن أحذية زوجة الديكتاتور فرديناند ماركوس ( إيميلدا ماركوس ) ؛فلا مقارنة بين ولع السيدة الأولى لاقتناء أفخم أصناف الأحذية والجوارب وبين عشرات الأسود والنمور والخيول والعقارات والفلل والمزارع والمعسكرات وغيرها !
الملك فاروق – أيضا – أطاحت به ثورة الضباط الأحرار عشية 23يوليو 1952م غادر قصره في الإسكندرية بموجب اتفاق تنحى فيه الملك عن سلطانه لكنه وحين اختار منفاه ( ايطاليا ) ركب سفينته ( المحروسة ) دون ينقل معه أثاثه وحرسه وكلابه وخيوله ومقتنياته وهدياه ، فجميع هذه الأشياء ليست ملكا له وإنما هي ملك لمصر ، هذا وهو الملك ؛ فكيف برئيس جمهورية جاء للسلطة هزيلا وفقيرا ولا يملك غير ما كسبه من استغلاله لوظيفته العسكرية في ميناء المخأ أو فيما كقائد للواء تعز ؟
الملك إدريس السنوسي حين علم بثورة الفاتح من سبتمبر 69م كان في زيارة لتركيا ، كان ملكا زاهدا ووطنيا لحد إنه لم يطلب من مبعوث الرئيس عبد الناصر سوى فتاة قريبة ومصحفه القديم ناهيك عن كفالة مصر بمسكن يأويه وعائلته الصغيرة .
ديكتاتور رومانيا ( تشاو شيسكو ) بعد قتله وزوجته أيلينا التي فضلت الموت مع زوجها إثر ثورة طلاب جامعة بوخارست سنة 89م عثر في ثلاجته على نصف عنقود موز ؛ فقامت قيامة الصحافة ولم تصمت إزاء هذه الارستقراطية البرجوازية ، فكما هو معلوم بان فاكهة الموز تعني البذخ والغنى بالنسبة للمجتمعات الأوربية الشرقية الفقيرة ؛ فكيف لرجل يدعي المساواة الطبقية فيما ثلاجته تحتوي فاكهة مستوردة وغالية كالموز ؟ .
كل الرؤساء الذين حكموا دولة الجنوب بدءا من الرئيس قحطان وحتى علي سالم البيض ظلت هداياهم ومقتنياتهم من ساعات وسيوف وتحف وغيرها محفوظة في مكان ما من قصر الرئاسة بمنطقة الفتح الى أن نهبت وصودرت إثر حرب صيف 94م ، لم يتملك أحدا من حكام الجنوب لهذه الهدايا أيا كان ثمنها أو صنفها ونوعها .
ففي كل الأحوال هناك عرفا وتقليدا يعد كل ما يحصل عليه رئيس الدولة أو الحكومة ملكا عام ويتم إيداعه ضمن محفوظات الهدايا ، فما من هدية ذهب أم فضة أم برونز أم قماش أم تراث ؛ إلا ومنحت للمنصب والوظيفة قبل أن تكون لشاغل المنصب والوظيفة ؟؟
أكثر من 46 خيلا من سلالات يمنية وعربية أصيلة وجميلة، ويشرف على تدريبها ثلاثة من أفضل فرسان الجمهورية وقال أن الخيل التي ظهرت برفقة الرئيس السابق آنذاك اسمها ( الماس ) وقدمتها كلية الشرطة هدية له بداية عام 2001م وكان عمرها لا يتعدى ثلاثة أعوام ، وهي من الخيول اليمنية الأصيلة ، وينحدر من أب عد من أفضل الخيول في اليمن .
ويوجد أخ من أبيه في النادي اليمني للفروسية ، وهناك العديد من الحيوانات النادرة فصائلها سواء الجمال أو الأسود والنمور والغزلان وجميعها كان يشتريها من مصادرها خارج اليمن أو تهدى إليه .
وأشار المتحدث المقرب من الرئيس السابق لموقع إيلاف ؛ بتلقي الرئيس ضربة موجعة في مزرعة أبين الخاصة التي كانت تضم عددا من الخيول والحيوانات الأخرى التي تم نهبها سرقتها من قبل بعض القبائل مطلع العام 2011م كما تم نهب مبالغ مالية كبيرة من تلك المزرعة وأسلحة غالية الثمن والتي لم يسأل عنها مثلما كان ألمه على الخيول المنهوبة لعدم معرفة الناهبين بقيمتها المعنوية وفق تعبير صالح .
أتأمل الآن وأقارن بين ثورات تونس ومصر وليبيا وثورة اليمن ؛ فلا أجد ثمة شبه بين عجز مبارك وزين العابدين ومعمر ألقذافي في نقل وتهريب أو إنفاق لكامل ما سرقوه ونهبوه من مال شعبهم وثروته ، فبرغم الأرقام الفلكية التي كُشف النقاب عنها حساباتهم الخاصة لدى بنوك أمريكا وأوربا ؛ إلا أن تجميدها حال دون تمكين الرؤساء الثلاثة من التصرف بها كاملة مثل ما هو حال الرئيس صالح .
فالرئيس صالح لم يكتف بنجاته من منتهى رفاقه الذين فقدوا جل ما ادخروه من مال ؛ بل وصل الأمر به الى استثمار ما نهبه واستولى عليه خلال حكمه الطويل ؛ في ثورة مضادة لإسقاط النظام الوليد ، وتخريب الحياة السياسية ، إذا لم نقل بمقدرته على التصرف بكل شيء وبحرية يحسده عليها كل رئيس مخلوع ، فيكفي القول أنه الرئيس الوحيد الذي سيذكره التاريخ بمزية النهب المنظم لمقدرات وموارد وثروة البلاد بما في ذلك أثاث ومقتنيات الرئاسة إن لم نقل حدائقها وحيواناتها وطيورها وزواحفها وخيولها النادرة التي يحتفظ بها الرئيس لنفسه وبإمكانه نقلها الى حيث يريد أو حل واستقر .
محمد علي محسن
خيول وأسود وأحذية السيدة إيميلدا 3374