120حالة انتحار خلال النصف الأول من عامنا هذا 2012م، من هذه الحالات 19 طفلاً و24 امراة والبقية ذكور، السنة الماضية بلغ حالات الانتحار 235شخصاً و292 حالة عام 2010م، أما ما حصدته هذه الظاهرة من ضحايا خلال خمسة أعوام 95-99م، فكان 4100 حالة انتحار .
وأرجعت وزارة الداخلية في إحصائية لها صدرت هذا العام أسباب وقوع حوادث الانتحار إلى مشاكل أسرية واجتماعية واقتصادية والى ظروف التمييز في الأسرة اليمنية بين الفتيان والفتيات إلى جانب مشكلات وضغوطات نفسية وانعدام أفق المستقبل أمام المنتحرين، إضافة إلى ضعف الوازع الديني .
خبراء علم النفس والاجتماع بدورهم أرجعوا استفحال ظاهرة الانتحار إلى الظروف الاقتصادية الصعبة والتي تعد سبباً رئيساً ومباشراً للجوء البعض إلى الانتحار، ناهيك عن عوامل أخرى منها ضعف الوازع الديني وإدمان الخمور والمخدرات .
حوادث المرور حصدت أرواح 1054 شخصاً خلال ستة أشهر من العام الجاري 2012م، أما حالات الإصابة فبلغت لنفس المدة 5197 إنساناً منهم أكثر من ثلاثة آلاف إصابتهم خطرة، ناهيكم عن الخسارة المادية الناجمة عن حوادث الطرق البالغة حوالي مليار ريال .
اليمن في تقرير منظمة اليونيسيف لهذا العام احتلت المرتبة الثانية كأسوأ بلد في العالم من حيث سوء التغذية ، فهناك ما يقارب المليون طفل ضحايا لسوء التغذية الحاد الذي يعد من أبرز مسببات الوفاة بين الأطفال في العالم .
قرابة 58% من سكان اليمن يعانون من سوء التغذية المزمن، أكثر من خمسة ملايين طفل من الجنسين لا يحصلون على مياه نظيفة آمنة للشرب أو صرف صحي ملائم ، أكثر من 2.5مليون طفل خارج المدرسة ، 13مليون طفل في اليمن يشكلون أكثر من نصف السكان هم بحاجة ماسة لمساعدة عاجلة .
فبرغم أن اليمن في تصنيف منظمات الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الإنسانية والحقوقية وفي نشرات وتقارير الصحف ووكالات الأنباء المختلفة في قائمة الدول الفاشلة تنموياً ومعيشياً وسياسياً وتعليمياً وصحياً وخدمياً، ومع أن هذه البلاد غارقة بمشكلات وأزمات لا حصر لها، إلا أن الواحد ليعجب ويستغرب حين يسمع أحدهم قائلاً: علي عبدالله صالح زعيم تاريخي لن يجود به الزمن مرة ثانية ، إنه صانع معجزات الوحدة وسد مأرب واستخراج النفط والغاز والديمقراطية والحريات ، فلولا أن حادثة جامع النهدين وقعت بابي احمد ؛ لكانت صنعاء مجرد ركام وخرابة ولولا حكمته ولجم غضبه إزاء استفزازه من خصومه ؛ لكانت اليمن مقبرة كبيرة .
ذكرت المفوضية الأوروبية أن نحو مليون شخص شمالي اليمن متأثرون من الأزمة الإنسانية وأكثر من 250ألف شخص في الجنوب ، فيما تعد الأزمة الغذائية في اليمن الأعلى في العالم وسط معاناة مليون طفل من سوء التغذية .
كما أن عشرة ملايين يمني 40% من السكان يعيشون على الشاي والخبز، فيما معدل سوء التغذية الحاد في محافظات وسط البلد والساحل الغربي 32% وهو ضعف المعدل الدولي المسموح به لسوء التغذية ، هذه الأرقام جاءت على لسان المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية (كريستالينا جورجيفا).
أما ممثل منظمة الأمم المتحدة في اليمن (جيرت كابيليري)، فقد قال بأن اليمن تجاوزت ضعف عتبة الطوارئ المعترف بها دولياً وأن ما يقرب من مليون طفل يعانون سوء التغذية المزمن وأن 267 ألف طفل دون سن الخامسة يعانون من الهزال وهذا معدل يقترب مما هو مشاهد في أفغانستان والصومال.
وأضاف بأن من عوامل سوء التغذية لدى الأطفال في اليمن تتمثل في عدم توفر العناصر الغذائية اللازمة لنمو الطفل في الطعام ، وندرة المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي ، ونقص أو غياب الخدمات العامة في المناطق الريفية ، والأمية لدى الوعي الصحي العام ، والأمية لدى الأبوين والأمهات على وجه الخصوص ، وضعف الوعي الصحي العام ، إلى جانب الممارسات التقليدية الضارة مثل زواج الأطفال والفقر .
أكتفي هنا بهذه الأرقام المخيفة كي لا أفسد عليكم صومكم بهذا الشهر الفضيل ، لا أريد الحديث عن الفقر والجهل والإرهاب والفساد والجريمة المنظمة كتهريب الأطفال وغيرها من القضايا المنهكة ، كما لا أود تنغيص حياتكم بأرقام ونسب لا وجود لها سوى في هذه البلاد التي يستلزمها عقوداً كيما تتعافى من أمراض وعلل النظام العائلي القبلي العسكري الفاسد .
دولة جنوب الصومال التي لم يعترف بها أحد لديها من طاقة الكهرباء ضعف الجمهورية اليمنية الموحدة الديمقراطية التي لا تزيد طاقتها المنتجة عن 680 ميجا، أما مستشفيات الدولة فحدث ولا حرج فلا يوجد مستشفى واحد بني في عهد الرئيس صالح .
فأغلب ما هو قائم في عدن أو صنعاء أو تعز أو أبين أو حضرموت أو غيرها من المحافظات تم إنجازها في حقب مختلفة وقبل مجيء صالح الذي جل ما سيذكره له التاريخ أنه قضى على الخدمة الصحية وأحالها إلى هيكل كبير وظيفته إحالة المرضى إلى المستوصفات الخاصة أو مستشفيات مصر والأردن وسوريا .
المؤتمر الشعبي العام، هذا التنظيم الضخم الذي يشبه في كثافته الحزب الشيوعي الصيني ، فبرغم إصرار الرئيس السابق على بقائه رئيساً للمؤتمر؛ لم يكن يوماً إلا حزباً صورياً وديكورياً لتضليل الداخل والخارج بان هنالك ثمة تعددية حزبية وديمقراطية ممارسة .
يا الله امنحنا الصبر تجاه هذا التضليل والتزييف لواقع نعرفه ونعيشه ويعج بملايين الفقراء والمرضى والجهلة والمتسولين والمعدمين والخائفين من اليوم قبل غد، لم أتحدث بعد عن حال الوحدة المجتمعية التي لم ينل من نسيجها الاستعمار والتشطير ومزقه النظام العائلي الجهوي الفاسد، كما أنني لا أتطرق إلى مقدار النهب والعبث والتدمير الذي وقع لثروة البلاد ولمواردها واقتصادها وديمقراطيتها وأحزابها وجيشها وقضائها وإنسانها وتعليمها وووإلخ .
ومع كل ما ذكرناه من واقع بائس ومهين لآدميتنا وإنسانيتنا وجمهوريتنا وثورتنا ؛ مازال البعض من الانتهازيين والفاسدين يحدثنا عن زعامة الرجل وعن تسامحه وفراسته وانجازه وإلهامه ، حقيقة اشعر بالاشمئزاز والقرف حين أقرأ أن بلادنا على حافة الانهيار ونصف سكانها يعيشون على أقل من دولارين في اليوم .
ناهيك أن حكومة هذه البلاد صارت تمارس التسول المهين لكرامة الإنسان كيما توفر لشعبها حد الكفاف من الغذاء والدواء والكهرباء والماء وغيرها من الاحتياجات الضرورية التي كان يمكن تدبيرها بيسر ودون مهانة، لو أن هنالك ذرة حياء وكرامة لدى صالح ورموزه الذين يستحوذون على مليارات الدولارات .
إنها والله لقمة السفالة والاحتقار أن تبدد ملايين الدولارات المسروقة والمنهوبة وعلى هذا المنحى العبثي التخريبي الانتهازي التضليلي ، فكم أشعر بالمهانة حين تصل المسألة إلى كرامة اليمنيين المنتهكة في حملات التبرع لإغاثتنا في شوارع وجوامع الإمارات أو السعودية، فيما الرئيس السابق يعد من أثرياء العالم؟ فبرغم هذه المعاناة الناتجة في الأصل عن نظامه العائلي القبلي العبثي؛ مازال فينا من يتكلم وبشكل وقح وسافر عن معجزاته الخارقة .
محمد علي محسن
خبز وشاي ومجاعة ويحدثونك عن معجزات !! 2711