- يأتي إشهار اتحاد الرشاد اليمني السلفي في اليمن ليمثل نقطة مضيئه في سماء الساحة السياسية اليمينية المعاصرة ويحقق آمالاً كبيرة لقطاع عريض وصامت من الشعب اليمني إذ يتنبأ له المحللون السياسيون واستطلاعات الرأي أن يكون له ثقلاً كبيراً في الساحة ويحقق نتائج ايجابية عالية في مشاركة انتخابية قادمة كما فعل السلفيون في مصر باعتباره يمتلك قواعد شعبية في كل مدن وعزل وقرى اليمن حيث أتى توقيت تدشين حزب الرشاد والحركة السياسية في اليمن يتجاذبها حزبان عتيقان يبدو للمراقب أنهما فقدا مصداقيتهما في الساحة وأصاب صراعهما الدامي على السلطة الذي أدى إلى أن يحصد اليمنيون الفقر والجوع والبطالة وكل أنواع البؤس والسخط
ومن خلال تأمل كلمة رئيس الحزب الشيخ الدكتور/ محمد بن موسى العامري نلمس فيها الرغبة الحثيثة والشعور الصادق بالنهوض الصاعد لهذا الحزب المولود وأن يكون شيئاً مذكوراً في الساحة والرغبة الملحة في سلوك مغاير عن سلفية المتصارعين على السلطة وتلافي الأخطاء التي وقع فيها ودغدغة آمال وعواطف الشعب اليمني برسم خطوط عريضة للسياسة العامة للحزب في الوقت الراهن والمستقبل القريب ومن خلال التأمل لهذه الكلمة نلحظ ما يلي تحكيم الشريعة الإسلامية ـ وإصلاح المجتمع ـ وتحقيق مقاصد الوطن) من خلال رسالته ألقائمه على خدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثوابته بالوسائل المشروعة وهذه نصيبها الإجماع ولايختلف عليها أحد تأكيده أن الرشاد لديه ما يقدمه في الساحة اليمنية والمساهمة الفاعلة في مختلف مناحي الحياة وتأكيده أيضاً على أن أيادي الرشاد ممتدة وأبوابه مشرعة لجميع القوى السياسية والاجتماعية وعامة أبناء الشعب لتجسيد معاني الخير وتحقيق مصالح البلاد والعباد بل أكد في كلمته أنه سوف يقف من الجميع على بعد مسافة واحدة يحكمها ميزان العدل والقسط والتعاون على البر والتقوى.
في الوقت ذاته صرح بأنه لن تأخذه في الله لومة لائم فهولن يقف مع الفساد والباطل وإن كثر مؤكداً وقوفه مع الحق والعدل وإن قل أهله وأصحابه وهذا ما نأمل تطبيقه عمليا ـ حتى نلمس ثماره في الوقت القريب.ولعل ما ميز الكلمة من ذكر أهداف الحزب النبيلة ووسائله ومبادئه هو مغايرته الصريحة لبقية الأحزاب اليمنية في الساحة من خلال تحقيق سيادة الدولة وسيطرتها على جميع أراضيها وتعزيز الوحدة والألفة بين مكونات المجتمع ومعالجة القضايا التي تهددها وتحقيق استقلال القرار السياسي ورفض التدخل الأجنبي بكل صوره.
ولعمري إذا صدق الرشاد في تحقيق هذا الهدف فسوف يتسابق إلى صفوفه اليمنيون عرفاناً منه.
ومن الهفوات الخفيفة التي وقع فيها رئيس الحزب نسيانه عمداً أو سهواً أو ارتباكاً من هول الموقف تحية محافظة كبيرة ومهمة وهي محافظة (إب) التي كان لها دور فاعل في إنجاح حفل الإشهار وتحقيق أهدافه ومبادئه وعليه نقول له من باب العتاب ( ما هكذا ياسعد تورد الإبل ) ولا هكذا تكون البداية يا رئيس الحزب ذلك بأن محافظة إب كانت ولا تزال قديماً وحديثاً هواها كتاب الله وسنة رسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إن توقيت إشهار الرشاد يبعث على الإستفهام ويحث على التساؤل عن سر هذا التوقيت بالذات ؟؟
يجيب عن هذا أحد الأخوة الحزبيين المخضرمين ( ربما يكون الغرض من إبراز الرشاد كقوة سياسية ضاربة في الساحة اليمنية واستخدامها كورقة لضرب أحد الحزبين ( الإصلاح أو الحوثيين ) من باب سياسة اضرب سعد بمسعود ويفوز المؤتمر بالجائزة دون أن يخسر شيئاً) فليحذر الأخوة من الوقوع في هذا الفخ واستخدامه كغطاء لتحقيق أغراض هذا الحزب أو ذاك.
 وينبغي على الأخوة في الرشاد أن لا يقعوا في الخطأ القاتل الذي وقع فيه سلفه الإصلاح عندما ترك مجالين مهمين في مداميك بنائه هما المجال الدعوي والمجال الخدمي ونحن الآن في شهر رمضان المبارك فليشمر الرشاد عن سواعده ويحث خطاه ليكسب أفئدة مؤمنة وعقولاً ناضجة في صفوفه إن شعب اليمن فطرته سليمة وسليقته صافية صحيحة فهو يحب كتاب الله وسنة رسوله ولا يحتاج إلا القدوة الحسنة والأسوة الصالحة والنبراس الذي يهتدي به ليسير إلى الاتجاه الصحيح من خلال التأمل في إعداد حفل إشهار الرشاد وجدنا بأن اللجنة المنظمة ينقصها الخبر ة في التنظيم، حيث قامت بطريقه شبه عشوائية تنقصها الحنكة والتدريب التي يتمتع بها سلفه الإصلاح فلتتلافى هذه العشوائية وليعوض هذه الهفوة بالتأهيل والدورات التدريبية والعلمية والعملية في أعضائها  كانت لكلمة الشيخ عبدالوهاب الحميقاني الانفعالية صدى في الحفل، حيث أحدثت ضجة وبلبلة في الحاضرين ونقول له أترك الانفعال الزائد والتهور الخاطئ وليكن كلامك محسوباً فإن السياسة فن الممكن وتستطيع أن تعبر عن عما يجيش في صدرك بطريقة هادئة تحفظ فيها هدوء الأعصاب ولا تجرح أحداً.
 وكانت كلمة الأستاذ علي العمراني وزير الإعلام التي ألقاها في ختام الحفل رداً على اندفاع الشيخ الحميقاني حيث دعا العمراني في كلمته حزب الرشاد وأعضائه إلى الرشاد وكان لحضور الشيخ/ عبدالوهاب الديلمي كضيف شرف ممثلاً عن حزب الإصلاح ايجابياً حيث ألمح بأنه يريد أن يكون من أهل الرشاد كما لوحظ غياب كثير من الأعضاء السلفيين المشهورين سواءً من مشايخ وأعيان وأكاديميين وتسائل أحدهم هل يعدهذا تكتيكاً وخط رجعة ؟؟؟ أم أنه بداية نية لتقسيم المقسم وتجزيء المجزأ وتقطيع المقطع من باب سياسة ( فرق تسد) وتفريخ الأحزاب مجرد تساؤل ليس إلا كما كان للشعر حضور رائع في حفل الإشهار وقد وضع النقاط على الحروف والحليم تكفيه الإشارة.