مع بداية شهر رمضان تعيش مدينة تعز حالة من الزحام المروري "بشري – مركبات" وأضيف عليها "موتورات سيكل " فأصبحت تعز أشبه بعلبة سردين .
حالة غير مريحة تعيشها تعز جراء ذلك الزحام الشديد ، والذي تحول إلى قلق وخوف لدى المارة في الشوارع نتاج تصرفات يمارسها البعض خلال هذه الزحمة التي تمر بها المدينة .
من خلال المرور في بعض شوارعها يصاب المرء بالذهول من التجاوزات التي يمارسها بعض أصحاب المحلات التجارية حينما أقدموا على بسط بضاعتهم أمام محلاتهم، بل وخرجوا إلى وسط الشوارع منتهكين بذلك حق من حقوق المواطن في المرور بالشارع وهو آمن على نفسه وأمتعته ومن يرافقه من أطفال ونساء .
سلوك غير مقبول ذلك الذي يمارسه بعض تجار المحلات تحت مبرر أنه موسم وأنه لا حركة لهم إلا في رمضان، وكأن العمل والرزق سيأتيهم من خلال تضييق الطرقات وخنق الناس في حركاتهم وتعقيد حركات المركبات والتسبب في إحداث المشاكل والفوضى وسط الشوارع .
إن من شن حملة على شوقي احمد هائل حينما كان عضو لجنة تخطيط عندما ساهم وعمل على إخلاء المدينة من المنغصات والبسطات ورفع الأسواق، وخاصة أسواق القات إلى خارج المدينة هم من يمارسون اليوم سلوكيات الفوضى واللامبالاة، وكأن في العملية تحد أنهم قد عادوا في ظل وجود شوقي محافظاً.
وأعتقد أن المصاب الجلل الذي عاشته أسرة المحافظ بوفاة والده وعاشته تعز لرحيل الحاج احمد هائل يمكن أن يكون السبب في عدم الانتباه للتمدد الفوضوي الذي يقوم به البعض في الشوارع ، وصورة المدينة اليوم لم تعد كتلك التي كانت قبل سنتين فالفوضى اليوم "تشرعن" و"يؤصلها "البعض بأنها من حقوق الناس أن تعيش وتبحث عن رزقها ، وهى لغة مع الأسف توحي باللامبالاة لنتائج تلك الصور التي نراها في شوارع المدينة ، فالمحافظ لم يكن في يوم من الأيام رجل فوضى ولم يكن من النوع الذي يشجع المظاهر المسيئة لتعز، ولا مصلحة له من منصبه كمحافظ بالعكس أعلن ذات مرة انه لن يألوا جهداً في جعل تعز مدينة جميلة بكل المقاييس لكن طابور الفاسدين ممن يجري الفساد والعبث في عروقهم مجرى الدم هم المنتفعون من بقاء الصورة مشوهة اليوم ، ولذلك أضع بين يدي المحافظ النقاط التالية :
- محاسبة المقصرين في أداء واجبهم تجاه المدينة "الأشغال" من خلال تركهم للفوضويين يعبثون بشوارعها ويشوهون منظرها بتلك الصور، والخروج عن محلاتهم الى مساحات غير مجاز لهم بها .
- محاسبة مسؤولي الأشغال الذين تركوا أصحاب البسطات ينصبون بسطاتهم وسط الشوارع ويعرقلون حركة السير .
- محاسبة مسؤولي الأشغال لتركهم تلك اللافتات ترتفع فوق الأعمدة الكهربائية وتتوزع على المدينة دون تنظيم لها وتحولت الشوارع إلى مسرح إعلاني لجمعيات ومؤسسات خيرية ومهرجانات ووإلخ من الإعلانات التي ترفع وتعلق في الشوارع دون ضابط لها .
- محاسبة مسؤولي الأشغال لتركهم بعض أصحاب البسطات يغلقون الشوارع وينصبون بسطاتهم دون حسيب أو رقيب .
- محاسبة مسؤولي المرور المقصرين في عملهم والمتمادين في ترك الموتورات تزاحم الناس وتسبب في الحوادث المرورية، كون الكثير منها بلا رخص .
- المظاهر المسلحة اليوم عادت والبعض يدخل إلى المدينة مدجج بالسلاح وكأنه في ثكنة عسكرية على الحدود وليس مدينة مكتظة بالناس .
كل المناظر المزرية اليوم التي تعيشها تعز تتطلب من الكل تحمل المسؤولية في رفعها وإزالتها ، فمحافظ المحافظة يحتاج إلى تكاتف وتعاون من الجميع معه للمساعدة والتعاون من أجل إزالة كل المناظر المسيئة لتعز ويحتاج أن يسهم كل ألوان الطيف السياسي بدور التوعية بضرورة أن تعود تعز جميلة، بدلاً من الجلوس في التناجي وبث الإشاعات المغرضة، والاصطياد في الماء العكر وتحميل المحافظ مسؤولية كل شيء ، ويوم ان يقوم المحافظ بمسؤوليته - تقوم الدنيا ولا تقعد - وتبدأ أطراف من هنا وهناك بتوزيع التهم ضده وأنه يحارب الناس في عيشهم وأنه ..وأنه...إلخ من الأغاني القديمة التي ملها السامعون .
تعز يا ناس يا "هووووووووووووووه" ليست حق شوقي أحمد هائل فقط، تعز مدينة الجميع وواجب الجميع ان يعمل لصالحها "مش" ضدها ، تعز يا ناس تشكو إلى الله تخاذل أبنائها عن حمايتها من الفوضى المنظمة، تعز تئن من عبث وفساد يمنهجه طابور خفي مستفيد من بقائها قلقة غير مستقرة ، تعز صارت حقل تجارب لمسؤولين "ضعاف" لا يقدمون ولا يؤخرون، تعز تستقبل مسؤولين مصابين بهشاشة العقول قبل العظام، وكل ذلك لأنها تعز العز التي تقدم النماذج الراقية في التعامل والذوق والثقافة والجمال الروحي ولأنها منبع الحرية .
تعز اليوم لا تريد من أبنائها سوى العيش بسلام وحب وود، والعمل معاً من اجل القضاء على كافة المظاهر المشوهة لها وإيقاف كل فاسد عند حده .
عبدالهادي ناجي علي
تعز تختنق!! ..... 2618