كنت أود أن أكتب وأتناول في مقالتي هذه مواضيع وأشياء تشغلني وتشغل كل اليمنيين بخصوص ثورتنا المباركة، وما وصلت إليه وما يجب فعله في المرحلة القادمة المليئة بالمعوقات والأمل والحلم، لكن يبدو أن علينا أن نضع هذا جانباً ونتفرغ لحديث الساعة الآن ومشكلة المشاكل الأزلية للشعب اليمني،وهي معاناة تدهور خدمة الكهرباء وانعدامها في كثير من مدن وقرى اليمن،هل هذا العقاب الجماعي مكتوب على الشعب الثائر مدى الحياة؟!..المخلوع ولوبي الفساد الذي حكم به اليمن دمر البلاد وبنيتها التحتية دماراً هائلاً،وكنا نلعنه وهو على كرسي الحكم،وبعد أن خلعناه صرنا نلعنه أكثر،لأننا بعد ثورتنا المباركة رأينا عن قرب وبوضوح أكثر حجم الدمار والظلم الذي ألحقه بنا،ألا لعنة الله على الظالمين.
وهنا نضع على طاولة رئيس الوزراء المحترم باسندوة السؤال التالي:هل وزراؤك أنبياء أو أشخاص مقدسين؟..الجواب:طبعاً لا،إذاً لماذا لم يتم تغيير وتبديل كل وزير لم ينجز في وزارته ما يريده ويحتاجه الشعب الثائر؟!..مثلا: وزير الكهرباء والماء..في الشهور الأخيرة تدهورت هذه الخدمات تدهوراً تاماً في مستوى الخدمة للمواطن،لا يهمنا ما هي الأسباب،نعلم أنه جرى تدمير ممنهج لهاتين الخدمتين في الثلاثين عاماً الماضية،ونعلم أن المخلوع وعائلته وشلته الفاسدة دمروا البلاد وسلموكم بلداً منهكاً وخزينة فارغة..نعلم هذا وندركه..لكنكم أنتم من رضيتم أن تحملوا الأمانة وتتحملوا هذه المسؤولية،فإمّا أن تؤدوا عملكم كما ينبغي، لأن الشعب الثائر المقهور المعذب منذ عشرات السنين يراقبكم بعين الصابر الذي بدأ صبره ينفد بالفعل، الشعب الذي قدّم خيرة أبنائه في أعظم ثورة فداءً لهذا الوطن الغالي،لن ينتظر كثيراً،لأنه ملّ الانتظار.يا معالي رئيس الحكومة لا تقل لنا أن كل وزرائك ناجحين وأنجزوا كل العمل بنسبة 100%.. وأنهم فعلوا وعملوا..و..و..و..لا تقل ذلك أرجوك،فالواقع على الأرض ينطق بالحقيقة المرّة: إن الخراب والدمار وتردي الخدمات والفساد ما زال مستشرياً في كل مرفق ومؤسسة،إذاً ماذا يفعل سيادة الوزراء في مرافقهم ووزاراتهم؟..غير أنهم لا زالوا يجاملون الفاسدين المكدسين في وزاراتهم.وحتى لا نظلمهم حقهم فهناك منجزات طيبة، لكنها لا تساوي شيئاً أمام حجم الكوارث الموجود في البلد .
 
الحقيقة أن وزراء الحكومة الحالية لا يملكون الإرادة والرغبة الجادة في تطهير وزاراتهم من الفاسدين، الفاسدين الذين هم معروفين لهم بالاسم فرد فرد.. ونجزم يا معالي رئيس الوزراء باسندوه الذي نحترمك ونتوسم فيك خيراً، أن بعض وزرائك إن لم نقل أكثرهم فشلوا فشلاً ذريعاً في أداء مهامهم ورفع معاناة المواطنين كلٌّ في مجاله،وأنت أعلم بهذا،وسيحاسبك الله إن أنت استمريت في إغفال هذه الحقيقة،الشعب اليمني يقول لك يا معالي رئيس الحكومة: تعبنا..يكفي عذاب،وسياسة العقاب الجماعي للشعب الثائر مستمرة من قبل البقايا،وأنتم كحكومة تتفرجون وتتحركون ببطء قاتل،ليس هذا ما يريده الشعب منكم..بل الشعب يريد خطوات ضخمة بحجم وضخامة معاناته وتضحياته الهائلة،الشعب يريد منك يا معالي رئيس الحكومة أن تسارع بإقالة الوزراء الذين أخفقوا في مهمتهم في رفع معاناة الناس،واستبدالهم بكوادر أكفأ وأقدر،ليس عيباً..ولا بدعة..أن تغير الوزير الذي لم يرض الشعب ولم يقدر على حل المشاكل الجبارة، ربّما لأنه لم يمتلك إرادة جبارة تمكنه من تجاوز الطريق الصعب المليء بالأشواك..ربما..أنت يا وزير الكهرباء– مع الاحترام لشخصك– فشلت فشلاً ذريعاً في رفع معاناة المواطن اليمني جراء الانقطاع المستمر للكهرباء،فشلت في إيجاد الحلول الجذرية والغوص في أعماق المشكلة وكشف أسبابها وملابساتها الأزلية،ومن ثمّ العمل على الإسراع بطرح الحلول القاطعة لها بشكل نهائي.قد تكون تملك النزاهة والإخلاص،لكنك لا تملك القوة والحزم والرغبة العارمة في تحقيق حلم اليمنيين الأبدي بخدمة كهرباء قوية ثابتة لا تنقطع أبداً إلاّ في كل مائة عام..كان يجب عليك أن تصر وتقاتل لطلب قوات حماية من الحكومة وقوات الجيش لحماية أبراج ومحطات الكهرباء بطول البلاد،كان عليك أن تلح إلحاحاً لتوفير هذه الحماية،والقبض ومحاسبة المرتزقة الذين لعنهم اليمنيون في كل البلاد،والذين قاموا ويقومون بتخريب أبراجنا ومحطاتنا وأملاك الشعب،ما هذا الهزل؟!أكثر من عام والكهرباء تٌضرب ومعاناة الشعب وعذابه وصلت لأعلى مستوى،أكثر من عام، ولم يقدم لنا وللرأي العام هؤلاء المرتزقة الذين يقتلونا ويعذبونا في كل يوم ألف مرة،لابد أن يقدّم ولو أفراد منهم للمحاكمة العاجلة،وتبثّ محاكمتهم في كل الفضائيات على الهواء مباشرة وإنزال اشد العقوبة عليهم،ليكونوا عبرة لكل من تطاوعه نفسه تعذيب الناس والعبث بأملاك الشعب.
 
 
إن المصائب الكثيرة والخراب الكبير الذي خلفته لنا العائلة الظالمة وشلة الفاسدين والمنتفعين التي دارت وتدور حولها،تحتاج إلى رجال ومسئولين من نوع آخر،رجال ليسوا كالذين عرفناهم طوال حياتنا،بل رجال وكفاءات نوعية ذوو عزيمة لا تلين،يمتلكون إرادة المقاتل والمحارب الذي ينظر إلى الأمر كمسألة حياة أو موت.هكذا نريدهم كل من يتولون أمورنا ومصالحنا،أن يقاتلوا في سبيل خدمة المواطن.ولنرفع شعار (( أيها المسئول اخدمنا بحق وبقوة وحقق لنا منجزات جبارة على الأرض،او ارحل أرجوك باحترام ولتعطي الفرصة لغيرك)) وليكن هذا شعارٌ يطبقه شباب الثورة في كل ساحات اليمن:(( الشعب يريد تغيير الوزير أو المدير )) في كل مرفق ومؤسسة حكومية.مطلوب من شباب الثورة الآن تفعيل (ثورة المؤسسات السلمية) في كل أنحاء اليمن،فهي التي ستبني اليمن الجديد،ومن غير شباب الثورة يستطيع إسقاط وزير أو مدير أو.. الرئيس نفسه؟.