إن واجب الأمة أن تنصح ولاة الأمر وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر، وهذا لا يختلف فيه اثنان، كما أن من واجب ولاة الأمر أن يسمعوا وأن يعملوا بما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله، فلا خير فينا إن لم ننصح ولا خير فيهم إن لم يسمعوا.
أقول للأخ/ الرئيس: لقد عملت أعمالاً جعلت الشعب اليمني ينظر إليك ومواقفك الشجاعة التي تصب في خدمة الوطن والمواطن نظرة إعزاز وإكبار، بل لقد زرعت الأمل في قلوب أهالي الشهداء بأن دماء أبنائهم لم تذهب سداً.
ولن ينسى لك الشعب اليمني مواقفك القوية والجسورة بتلك القرارات الجريئة التي طالت بعض رموز الفساد من أتباع النظام السابق، إلا أنه يا سيادة الرئيس بقي عليك الكثير لتفعله وأهم ذلك بعد هيكلة الجيش, حماية أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، فهل عجزتم عن ذلك وقد رأينا حنكتكم قد أبهرت العالم ومزقت فلول القاعدة كل ممزق؟ أتعجزون عن حماية أنابيب النفط وخطوط الكهرباء، فلماذا لا تتخذون قراراً بإخراج معسكرات الجيش من المدن وتسندون إليها حماية خطوط النفط والكهرباء، فما تسببه تفجيرات هذه الأنابيب من خطورة لا تقل أهمية عن خطورة تنظيم القاعدة, ولماذا لا تكون هنالك دعوة لمؤتمر يضم القبائل التي تمر خطوط النفط والكهرباء في أراضيها وتخرج بميثاق شرف تتعهد هي الأخرى إلى جانب الجيش الذي سيوكل إليه حماية هذه الخطوط، تتعهد بحماية هذه الخطوط وتلتزم بالبراءة من كل فرد يقوم بالتخريب في هذه الخطوط ومن ترفض من هذه القبائل ذلك وتتستر على المخربين وتحميهم تعتبرها الدولة قبيلة تستحق حد الحرابة ولا نظن في قبائل اليمن إلا أنها ستكون سباقة في ولائها لبلدها وبعدها عن كلما يضر بسلامة وأمن هذه البلاد كما هو عهدنا بهذه القبائل منذ القدم.
فما عليكم يا سيادة الرئيس إلا الإسراع في إيجاد الحلول العاجلة لهذه المشاكل التي تضر بالاقتصاد اليمني أضراراً بليغة وتسبب للمواطن اليمني المعاناة التي لا تخفى على أحد.
ولا ننسى أن نذكرك يا سيادة الرئيس بأن هناك من خلع عباءة النظام السابق ويظهر لك بمظهر الوطنية والنزاهة وتاريخه غارق في الفساد، فلا تأمن جانبهم ولا تأمنهم على وطن ولا على مصالح مواطن، فمن الذي أضاع دماء ثوار ثورة 26 سبتمبر وسار بالجمهورية على غير أهداف الثورة، إلا أولئك الذين نزعوا لباس الأئمة ولبسوا البنطلون والكرفتة، فعملوا جاهدين على ترسيخ قيم الظلم والقهر والاستبداد حتى صار الكثير من الناس يكرهون ثورة 26سبتمبر ويترحمون على أيام الأئمة.
يا سيادة الرئيس إن عيونك على هؤلاء الذين لا يريدون إنتاج النظام السابق ومساوئه، هم هؤلاء الأحرار الذين في الساحات، فلا يشك أحد في وطنيتهم وهم الذين خرجوا حاملين رؤوسهم على أكفهم من أجل هذا الوطن وحريته وكرامته، فمن غير المعقول أن تظل هذه الساحات في طول البلاد وعرضها تهتف بمطالب وطنية ولا تجد منك الإسراع في تلبية مطالبها وإحداث التغيير الذي تنشده، فالتباطؤ في إحداث التغيير في أجهزة الدولة المختلفة، ليعم كل متورط بالفساد لن يزيد الأمور إلا سوءاً ولن يستفيد منه إلا أولئك الذين يريدون لك ولحكومة الوفاق الفشل حتى يجعلوا الشعب يترحم على عهدهم.. وفي الأخير نسأل الله لكم العون والتوفيق لما فيه خير البلاد والعباد.
صادق السفار
إلى القائد الأعلى 2103