هناك أفكار بسيطة وجميلة لكنها تحقق مستوى عالٍ من الخدمة الإنسانية والأمثلة عليها كثيرة جداً، تبادر إلى ذهني وأنا أرى مجموعة مسلحة مستهترة تجوب بعض شوارع مدينة تعز أن يكون هناك أرقام خاصة للتبليغ عن مثل هؤلاء وبدأت أفكر في أن الكثيرين يجهلون التركيب الهيكلي للجهاز الأمني "العسكر، الجيش، الشرطة، الأمن،..." وغيرها من خلايا المهام العسكرية والتي تقف عند مسؤولية تحقيق الأمن والأمان داخل الوطن، وزارة الداخلية مسؤولة عن إصدار منشورات توعوية تتضمن تحديد الجهة التي يمكن التواصل معها عند حدوث مخالفة أمنية أو جريمة تحرش أو قتل أو أي جريمة مخلة بالوجود الإنساني.
مرورياً أيضاً نحن بحاجة إلى طريقة للتواصل بها مع الجهات ذات الاختصاص عند حدوث مخالفات مروية يمكن أن تؤذي المواطن أو تقيد حريته في انتقاد الخطأ أو التوجيه بالصواب لمن يجهل أو يتجاهل قواعد المهنة ويتجاوز حدودها ويتصرف وفق عقلية فردية قاصرة وهو يعيش ضمن مجتمع متكامل الأنساق والأنماط الثقافية والمعرفية.
وضع صناديق جديدة لحفظ المخالفات قد يدفع بالصغار والكبار إلى وضع المخلفات في مكانها الصحيح عوضاً عن رميها بالقرب من مقالب المخلفات ذات الصناديق المثقوبة والمحروقة والمهمشة، إشعال الضوء الأخضر أمام طلبة المدارس على ساحات المراكز الصيفية للإبداع واستخراج المواهب وتصريف الطاقات قد يحدث نقلة نوعية في مجال الخدمة التطوعية والتأسيس للعمل الطوعي الجماعي في جميع محافظات الجمهورية، إشراك المرأة في حملات التوعية الخاصة بالظواهر الاجتماعية السلبية سيساهم في إلغاء 50 % من العقبات التي تقف في طريق نشر تلك الحملات وتحقيق أهدافها، لأن نصف المجتمع المتمثل في المرأة الأم والزوجة والأخت والذي يمتلك أحقية اتخاذ القرار مناصفة مع شريك الحياة سيذلل صعوبة تنفيذ تلك الأهداف، لأن هذا النصف الواعي والمدرك يستطيع إنجاز الكثير خلف كواليسه الفطرية البسيطة.
جمع الصحف والمصاحف الممزقة والأوراق التي تحوي آيات قرآنية ومحاولة حرقها أو ترميم التالف منها فكرة جديدة يمكن أن ينشغل بعملها شباب الحارات وعلى الأقل نفعل دور المسجد الذي يجب أن يتبنى مثل هذا العمل.
هناك أفكار صغيرة لكنها تحمل معانٍ سامية جداً وراقية جداً يمكن أن تساعد بالفعل على بناء المجتمع الحضاري الذي نطمح إليه والذي تكون فيه أنماط السلوك الإيجابية قد تحولت من مجرد عادة إلى عبادة أو من مجرد طلب مرفوض إلى سلوك مفروض شكلاً ومضموناً.. علينا فقط أن نختار الوقت المناسب ونحدد الأدوات الملائمة لذلك وأن نشرك الجميع في العمل حتى تتحقق الغايات المنشودة بسهولة.
ألطاف الأهدل
أفكار صغيرة.. 2432