ما إن أعلن عن فوز الدكتور/ محمد مرسي بالرئاسة في الانتخابات الرئاسية المصرية حتى نشرت وكالة فارس للأنباء مقابلة طويلة عريضة معه أتضح بعد نشرها أنها مفبركة ومزورة ولا أساس لها من الصحة, مما استدعى مكتب رئاسة الجمهورية المصرية التوضيح ببيان يؤكد على أن المقابلة مفبركة وأنه سيتم اتخاذ إجراء قانوني ضد وكالة أنباء فارس الإيرانية القريبة من الحرس الثوري.
الوكالة الفارسية وبكل صلافة ووقاحة وبهررة نسبت إلى الرئيس المصري الجديد مقابلة لا وجود لها إلا في خيال مراسلها بالقاهرة, حيث زعمت أن الرئيس مرسي عبر عن رغبته في إيجاد علاقات مع طهران بغية إقرار توازن استراتيجي في المنطقة, مما أثار استياءً كبيراً في الرأي العام المصري والعربي عموماً والذي ينظر لإيران ككيان دخيل يسعى لإيجاد نفوذ إقليمي له عبر دفع الأقليات الشيعية للتمرد على سلطات بلدانها وإثارة القلاقل والمشاكل ونشر الفوضى والتخريب في البلاد العربية وليس عبر شراكة أخوية وتعاون دولي مشترك بما يخدم مصالح البلدين ولعل ما يحدث في العراق خير دليل على أن النفوذ الإيراني والمد الفارسي لا يأتي إلا بكل شر .
هذه الفضيحة الإعلامية المدوية والتي تعكس افتقاد الإعلام الإيراني للمصداقية وغياب المهنية والموضوعية فيه تأتي بعد أسبوع واحد فقط من نفي كل من مستشارة رئيس النظام السوري والمتحدث باسم القوات المسلحة الروسية نبأ وكالة فارس بخصوص إجراء مناورة مشتركة للقوات الإيرانية والروسية والصينية والسورية على أراضي سوريا.
البعض ينظر لمثل هذه الفضائح الإعلامية القادمة من الإعلام الإيراني مجرد كبوات وأخطاء, غير مدرك بأن هؤلاء القوم يعتبرون الكذب جزءاً من دينهم, حيث يكذبون باسم "التقية" والتقية تعني في نظرهم إباحة الكذب لمصلحة المذهب والشخص ويضحكون على بعض البسطاء السذج بشعارات قوية ورنانة مثل مناصرة المستضعفين ضد المستكبرين ومساعدة الشعوب المقهورة ومواجهة الهيمنة الأمريكية وعجرفة أمريكا "الشيطان الأكبر" ودعم المقاومة العربية وحب آل البيت عليهم السلام وغيرها من الأكاذيب التي يحاولون خداع العوام بها, كما يحاول تلاميذهم في عصابة الحوثي المتمردة في صعدة خداع بعض الناس والتضليل عليهم وإيهامهم بأنهم يريدون الموت لأمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود والنصر للإسلام كما في شعارهم الكاذب والمضلل.
محمد مصطفى العمراني
صدق "مرسي" وكذب الإعلام الفارسي 2629